في حين أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي أن حماية أعضاء الهيئة التدريسية وصون كرامتهم واجب وطني وأخلاقي، وأن الدولة بكل مؤسساتها معنية بتأمين بيئة آمنة ومستقرة لكل من يؤدي رسالته العلمية بشرف ومسؤولية، عبّر أعضاء هيئة تدريسية وموظفون وطلاب عن استنكارهم لحادثة الاعتداء الهمجي على عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية علي اللحام، ورئيسة قسم اللغة الإنكليزية أماني فاخرة، رافضين كل أشكال العنف.
وأكدوا لـ"الوطن" ضرورة حماية جميع الكوادر الأكاديمية والإدارية وصون حرمة الجامعات كمكان للعلم والاحترام لا للعنف والسلاح.
وأضافوا: هذا واجب على جميع الأساتذة في الوقوف إلى جانب زملائهم والتعبير عن استيائهم.
هذا وقام عدد من المدرسين بوقفة تضامنية صامتة في حرم الكلية، رافعين فيها لافتات تدين التطاول على الصروح العلمية، وأن "الجامعة لتبادل الأفكار لا لتبادل إطلاق النار"، وأن"الاعتداء على المدرسين اعتداء على مستقبل الطلاب"، وأن "حماية الكوادر التدريسية والإدارية في المنشآت التعليمية واجب وطني"، وشملت اللافتات "المطالبة ببيئة أكاديمية آمنة، وأن "السلاح بوجه الأكاديمي حرب على العلم"، وأن "الجامعات حضارة".
وقد شارك عشرات الأساتذة والطلاب والموظفين من الكلية وخارجها من تخصصات مختلفة، في الوقفة التضامنية التي دعا إليها قسم اللغة الإنكليزية،إضافة إلى مشاركة عمداء كليات، تعبيراً عن وقوفهم إلى جانب العميد ورئيسة القسم، وهو ما اعتبره الأساتذة أقل ما يمكن تقديمهم.
من جهتهم، وقال عدد من الطلاب: نعبّر عن استنكارنا الشديد لحادثة الاعتداء المسلح على عميد الكلية، وأن ما حدث سلوك خطر ومرفوض تماماً، لا يمكن تبريره أو التهاون معه تحت أي ظرف، مؤكدين أن الجامعة ليست مكاناً للعنف أو لتصفية الخلافات، بل هي منبر للعلم والحوار والاحترام المتبادل، معتبرين أن أي اعتداء على أحد كوادر الجامعة هو اعتداء على كل طالب يؤمن بالعلم والقيم الجامعية.
كما طالبوا الجهات المعنية في الجامعة والجهات الأمنية بـالتحقيق العاجل ومحاسبة الفاعلين، واتخاذ إجراءات واضحة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وحماية الكادر الأكاديمي والطلابي على حد سواء، ذاكرين أنّ الصمت أو التساهل في مواجهة العنف داخل الجامعة هو خيانة لرسالتها، ومسٌّ بهيبتها ومكانتها التي نفخر بها جميعاً.
وكان وزير التعليم العالي مروان الحلبي قد عبر مساء أمس عن بالغ الأسف إزاء الحادثة المؤلمة التي وقعت داخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق، في تصرف لا يمت بصلة إلى قيمنا الأكاديمية والإنسانية، ولا إلى تقاليد مؤسساتنا التعليمية التي كانت وستبقى منارات علم ووطنية، وقال: أتابع شخصياً مع الجهات المختصة مجريات التحقيق في هذه الجريمة، وستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة الفاعلين، ولن يسمح بأي شكل من الأشكال بالمساس بحرمة الجامعات أو أمن كوادرها.
وتمنى الوزير، السلامة لجميع الكوادر الأكاديمية والإدارية، مؤكداً أن الجامعات ستبقى رمزاً للعلم والاستقرار، ومنارات للعطاء والبناء مهما كانت التحديات
الوطن – فادي بك الشريف