سيريانديز - خاص
من رماد الحرب إلى بوابة الانفتاح الاقتصادي عنوان يعبر عن أبعاد إقامة معرض دمشق الدولي الذي يبدأ فعالياته مساء اليوم الأربعاء 27 آب بنسخته ال 62 تحت عنوان "سوريا تستقبل العالم" في مدينة المعارض بالعاصمة دمشق في حدث يأمل السوريون أن يكون منطلقا حقيقيا ومؤشرا للتعافي والانفتاح بعد سنوات من التوقف والاضطراب.
المعرض الذي يأتي بعد توقف دام خمسة أعوام تشارك فيه 850 شركة محلية وأجنبية بحسب مدير عام المؤسسة السورية للمعارض محمد حمزة الذي رأى في ذلك المشاركة الأكبر في المعرض منذ انطلاقه عام 1954 مشيرا إلى أن السعودية وحدها تشارك بـ80 شركة، بينما تضم المشاركة التركية أكثر من 40 شركة.
ورغم أن عدد الدول المشاركة في المعرض بحسب بيانات السورية للمعارض لن يزيد عن 20 دولة فإن مراقبين ومتخصصين بصناعة المعارض قللوا من تأثير ذلك على إمكانية نجاح المعرض في دورته الحالية وتحقيق أهدافها لأنها لا تحمل طابعاً اقتصادياً فحسب، بل يعد إعلاناً سياسياً واجتماعياً عن بداية مرحلة جديدة في تاريخ سوريا عنوانها الانفتاح والاستقرار.
وباستعراض أسماء الدول المشاركة في فعاليات المعرض (السعودية، الأردن، قطر، مصر، الجزائر، ليبيا، السودان، فلسطين، تركيا، بلجيكا، جنوب افريقيا، باكستان، أبخازيا، إندونيسيا، مقدونيا، الفليبين، بولونيا، التشيك، وغرفة تجارة أوروبا) يظهر حرص الدول العربية وتهافتها للعودة إلى المشهد الاقتصادي السوري بعد غياب استمر نحو 14 عاما بسبب مواقف وسياسات النظام البائد وفي هذا السياق يرى الاقتصادي مؤمن عيوش في حديث لشبكة أخبار سيريانديز أن هذا التهافت العربي يعكس أيضا دعم هذه الدول لاحتضان سوريا ومساعدتها على النهوض والتعافي الاقتصادي لتعيد تموضعها على الخارطة الدولية.
ويضيف عيوش إن المعرض سيشكل بوابة استراتيجية للتفاوض حول مشاريع إعادة الإعمار ويمنح الصناعيين السوريين فرصة للانخراط في السوق العالمية معتبرا أن تخصيص مساحات للقاءات بين المستثمرين والجهات الحكومية ضمن فعاليات المعرض يعكس رغبة واضحة في تحويل المعرض إلى منصة اقتصادية لسوريا الجديدة.
تفاؤل العديد من الاقتصاديين بنجاح الدورة الحالية للمعرض وتحقيق الغاية المرجوة منها لا يعني بأي شكل من الأشكال عدم وجود الكثير من التحديات والمعوقات حيث تشير تقارير اقتصادية إلى أن أكثر من 40% من البنية التحتية الصناعية في سوريا تحتاج إلى إعادة تأهيل مما يضع تحديات كبيرة أمام المستثمرين وفي هذا السياق يرى الخبير الاقتصادي عوني المحمود أن المعرض ليس حلا لكل مشاكل سوريا، لكنه بالتأكيد خطوة أولى نحو استعادة الحياة، وبناء وطن يتسع للجميع وأن قادمات الأيام ستحدد إذا كان معرض دمشق الدولي سيتحول من فعالية وطنية إلى منصة إقليمية لإعادة تشكيل الاقتصاد السوري.
وفي المحصلة شبكة سيريانديز التي ستكون حاضرة في تغطية فعاليات الدورة الـ62 لمعرض دمشق الدولي تتمنى أن تكون هذه الدورة منصة لإعادة بناء سوريا سياسياً واقتصادياً واجتماعيا عبر فتح آفاق جديدة وجذب الاستثمارات لإنعاش الاقتصاد السوري المتهالك بسبب النظام البائد، بما ينعكس إيجابيا على حياة كل السوريين وبلا استثناء.