دمشق – خاص
أزمة يعيشها مرضى السرطان في سوريا بسبب نقص الأدوية المناعية أو يمكن القول ندرتها في عموم مشافي وزارتي الصحة والتعليم العالي وفي مقدمتها مشفى البيروني الجامعي الكائن في ضواحي العاصمة دمشق الذي لطالما شكل مقصدا لمرضى السرطان في عموم البلاد كونه المركز الرئيس للتداوي من هذا الوباء المستعصي على العلم والعلماء حتى الآن.
وتزداد أزمة الأدوية في مشفى البيروني يوما بعد آخر نتيجة فقدانها النوع بعد الآخر وعدم ترميم المخزون الدوائي للمشفى يقول "مجد ، م" المريض بالسرطان لشبكة سيريانديز: "عندما بدأت بمراجعة المشفى للعلاج من سرطان في الرئة قبل 10 أشهر بدأت الأدوية بالتناقص حتى وصلت إلى مرحلة شراء جميع الأدوية من الصيدليات قبل القدوم إلى المشفى لتلقي الجرعة في أقسام المشفى".
ويضيف: "أصبح المشفى يقدم خدمات الإقامة للمرضى وبعض السيرومات والأدوية المتممة للعلاج الكيماوي فقط"، أما العبء الأكبر في تأمين الأدوية فيقع على عاتق المريض وذويه الأمر الذي يعجز عنه فئات كبيرة من المجتمع".
التناقص المتتالي في عدد الأدوية السرطانية المتوفرة في مشفى البيروني بدأ فعليا يشكل خطرًا مباشرًا وحقيقيا على حياة المرضى الذين يعجزون عن الحصول على العلاج المطلوب حيث أكد العديد من المرضى وأهاليهم أنهم يجدون صعوبة بالغة في تأمين الأدوية اللازمة محذرين من أن استمرار النقص قد يؤدي إلى توقف العلاجات حيث تقول امتثال، ج لشبكة سيريانديز "والدتي مريضة سرطان في المعدة وتحتاج إلى جلسة علاج كيميائي مرة كل 21 يوما وجميع مكونات ولوازم هذه الجلسة غير متوفرة في المشفى" مضيفة: "ثمن الجرعة يزيد عن 1،3 مليون ليرة، حسب سعر صرف الدولار وهذا يعادل 4 أضعاف دخلي الشهري كوني موظفة في إحدى الجهات الحكومية، متسائلة من أين وكيف لي أن أعالج والدتي وأنا ابنتها الوحيدة".
نقص الأدوية في مشفى البيروني أرجعته مصادر من داخل المشفى لشبكة سيريانديز إلى "تراجع التمويل، وعرقلة عمليات استيراد الأدوية بالإضافة إلى تأخر وصول الشحنات من مصادر داخلية وخارجية ما أدى إلى تكدس الحالات وتعليق الكثير من الخيارات العلاجية"، معتبرة في الوقت نفسه أن المشفى يعمل بكامل طاقته وطاقمه الطبي حيث يقدم بالإمكانيات خدمات التحاليل الطبية عبر مخبره المتطور إضافة إلى جلسات العلاج الشعاعي وبعض العلاجات الكيميائية".
طبيب متخصص في علاج الأورام داخل المشفى أشار في حديث لشبكتنا إلى أن المشفى يواجه ضغطا متزايدا نتيجة العدد الكبير لمرضى السرطان الذين يراجعونه يوميا بعد إغلاق القسم المتخصص بعلاج الأورام في مشفى تشرين العسكري إضافة إلى قيام مئات المرضى بمراجعته من جميع المحافظات كونه المركز الأول بعلاج السرطان في سوريا".
وكشف الطبيب الذي طلب عدم ذكر اسمه عن أن المشفى قام بتقديم خدمات طبية لأكثر من 10 آلاف مريض راجعوا المشفى خلال العام الماضي متوقعا أن يتضاعف هذا العدد خلال العام الجاري نتيجة للزيادة الكبيرة والملحوظة في أعداد المرضى المصابين بالسرطان.
وعزا الطبيب زيادة عدد مرضى السرطان في سوريا إلى التلوث الكبير في الأجواء إضافة إلى الغذاء غير الصحي واللامتوازن لفئات كبيرة من السكان مجددا التأكيد على أن الكشف المبكر عن السرطان يشكل نصف الطريق للوصل إلى الشفاء من هذا المرض الخبيث الأمر الذي يبرز أهمية المراجعة الفورية للأطباء والمراكز المتخصصة عند الشعور بأي عارض صحي.
وفي ظل الواقع الراهن للمشافي وأمام انخفاض مستوى دخل السوريين الذي يجعلهم عاجزين عن تأمين ثمن الأدوية طالب ناشطون وأطباء الحكومة والمنظمات الدولية بتقديم الدعم لمشفى البيروني ولجميع المشافي والمراكز المتخصصة بعلاج الأورام والعمل على تلبية احتياجاتها الضرورية من الأدوية لضمان استمرارية العلاج ووقف تدهور الحالة الصحية للمرضى وإنقاذ حياة الكثيرين ممن يعانون من مرض قاتل، يحتاج إلى علاج دائم ومستمر