بدأت على مدرج جامعة دمشق اليوم أعمال المؤتمر الدولي الأول حول الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والخدمة المجتمعية، والذي تنظمه جامعتا دمشق وعجلون الوطنية، بالتعاون مع مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في اتحاد الجامعات العربية.
ويناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام عدداً من الأبحاث والأوراق العلمية التي تشمل إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الشمول المالي الرقمي، وتفعيل آلياته في صناعة السيارات وأخلاقياته ومخاطره وحاجته للتنظيم القانوني واستخدامه في الحروب العسكرية وأثره على الأمن الدولي، إضافة إلى واقع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي واستخدامه في الأمن المعلوماتي والذكاء الصنعي في زرع وتعويض الأسنان وتعقب حركات الفك، كما يتناول المشاركون في المؤتمر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص الشعاعي للوجه والفكين بالتصوير الرقمي والمسؤولية الجنائية للذكاء الاصطناعي، ومستقبل الأعمال معه ودوره في تطوير تعليم التصميم المعماري والتكامل الإبداعي بين العلوم والفنون في تعليم التصميم وتعزيز الطلاقة الفكرية.
وأكد رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان أن المؤتمر يهدف إلى إنشاء منصة متخصصة لتبادل المعلومات والخبرات والإنجازات البحثية في مجالات الذكاء الاصطناعي، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحالي بات قادراً على إحداث ثورة في طريقة التدريس والتعلم، بما في ذلك التعلم الآلي ومعالجة اللغة والروبوتات ومساعدة المعلمين في تحديد احتياجات الطلاب ومعالجتها.
بدوره أعرب رئيس جامعة عجلون الوطنية الدكتور فراس الهناندة عن اعتزازه بالتعاون مع جامعة دمشق العريقة، مبيناً أن المؤتمر يعكس اهتمام الجانبين في استكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً محورياً في تعزيز التعليم العالي وتقديم خدمات مجتمعية متطورة.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من مستقبلنا، ويستمر في إعادة تشكيل كيفية إدارتنا للتعليم وتفاعلنا مع المجتمع في عالمنا اليوم، حيث يعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكنها أن تحدث تحولاً جذرياً في كيفية تقديم التعليم وتعلمه.
مدير تطوير الأعمال في مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي التابع لاتحاد الجامعات العربية المهندس حسان القضاة لفت إلى أن الدول العربية خطت بشكل متسارع للحاق بركب الدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا المؤتمر هو نتاج لهذه الأفكار والبحوث العلمية المتقدمة التي يقوم بها الباحثون العرب في هذا المجال، مبيناً أن المؤتمر يضم أساتذة وباحثين في الذكاء الاصطناعي من عدة دول عربية، وهي سورية والأردن وتونس والعراق والجزائر والمغرب ومصر، والهدف من المشاركات إعداد نماذج خاصة بالخبراء والشركات في الوطن العربي من خلال دمج خبرات الشركات والباحثين العرب، لتكون قيمة مضافة لأصحاب القرار من الباحثين والمجتمعات والمؤسسات.
عميد كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق الدكتور عمار جوخدار بين أن قسم الذكاء الصنعي في الكلية كان موجودا كاختصاص جامعي منذ تأسيس الكلية عام 1999 في الوقت الذي كان يعتبر هذا الاختصاص خاصا بالدراسات العليا، موضحاً أن التأسيس كان بجهود مشتركة مع أساتذة وباحثين من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ما أسهم بانطلاقة سريعة ومتوازنة غطت عدداً كبيراً من مجالات الذكاء الصنعي، منها الروبوتية والحقائق الافتراضية ومعالجة الصور ومعالجة اللغات الطبيعية والتعلم التلقائي، وأسفرت عن العديد من مشاريع الماجستير والدكتوراه والمنشورات العلمية.
ومن العراق، قدم الدكتور أحمد ماجد أحمد اختصاص علاقات دولية بكلية الآداب في جامعة بغداد ملخصاً بحثياً حول الذكاء الاصطناعي في مجال الحروب العسكرية وأثرها على الأمن الدولي.
وباستخدام إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي تم خلال المؤتمر عرض كلمة مصورة لمؤسس جامعة دمشق وأحد رواد النهضة العلمية الدكتور رضا سعيد أعرب فيها عن فخره العميق واعتزازه الكبير بما وصلت إليه جامعة دمشق العريقة من مكانة مرموقة على الصعيدين المحلي والدولي، مبيناً أن حلمه كان عندما تأسست الجامعة عام 1923 أن تكون منبراً للفكر والإبداع وملتقى للعقول النيرة في مختلف أرجاء الوطن العربي وكل أنحاء العالم وأن تسهم في إثراء الحركة العلمية والتنموية بالمجتمع وفتح آفاق جديدة أمام الأجيال القادمة.
كما تخلل الافتتاح عرض فيلم وثائقي عن جامعة دمشق والأقسام والكليات الموجودة فيها.