عادت أزمة المواصلات للظهور بشكل واضح على العديد من خطوط النقل حتى قبل بدء العام الدراسي بأيام، ما مثّل ذروة الجفاف بوسائل النقل على معظم الخطوط في دمشق وضواحيها وريفها القريب، كما لوحظ عودة تكسي الركاب «تكسي سرفيس» لتحتل محل السرفيس في المواقف المتعارف عليها، وبأسعار كاوية ليصبح الركاب مجبرين على الموافقة عليها في ظل غياب الحلول الحكومية لأزمات كهذه على مستوى العاصمة وريفها كاملاً.
هذا وازدادت حدة الازدحامات الخانقة تزامناً مع انطلاق العام الدراسي من جهة والتقدم لمفاضلة القبول الجامعي من جهة أخرى، لنشهد ذروة الاختناقات وقلة السرافيس المنتشرة خلال فترة الذروة، ما فسح المجال أيضاً لعمل عدد من السرافيس على تخديم عدد من المدارس الخاصة.
وفي السياق شهدت العديد من الخطوط اختناقات كبيرة جداً، يعتبر خط جرمانا – باب توما أغزرها، حيث شهد انقطاعاً شبه كامل لها قبل يوم من بدء العام الدراسي، فيما تكدس الركاب على موقف السرفيس في ساحة باب توما وكثرت عمليات التدافع والشجارات، إضافة لطلب عدد من السائقين من الركاب ألفي ليرة بدلاً من الألف كتعرفة لقاء تقديم خدمة خلال الأزمة، مستغلين الوضع الراهن وحجة قلة المحروقات.
وليست المرة الأولى التي تحصل فيها أزمة نقل بهذه الحدة، وسط غياب واضح للتدخل السريع للتخفيف من وطأتها لتشكل معاناة كبيرة للكثير من المواطنين، تضاف إلى سلسلة المشكلات التي تواجههم ما يزيد من تكاليف نقلهم واضطرارهم إلى طلب سيارات الأجرة أو الانتظار لوقت طويل لتأمين وسيلة نقل خاصة للخطوط العاملة بين دمشق وريفها، علماً أن الأزمة ليست في دمشق فحسب وإنما امتدت للعديد من المحافظات والكراجات.
ويأمل المواطنون أن يتم إيجاد حل سريع وفعال لهذه الأزمة قبل أن تتفاقم وتتسبب بمشكلة كبيرة تذكر بأزمات المواصلات المتلاحقة قبل إدخال تقنية الـ«جي بي إس» إلى العمل، وسن عقوبات قاسية بحق المخالفين ممن يحاولون سرقة مخصصات الوقود اللازمة لتقديم خدمة النقل للمواطنين.
وفي الغضون كشف مصدر مسؤول في محافظة دمشق في تصريح لـ«الوطن» أن سبب الازدحامات وعودة أزمة النقل إلى خطوط العاصمة هو قلة عدد الطلبات المخصصة للمحافظة من مادة المحروقات ما انعكس على واقع تأمين المادة للسرافيس ووسائل النقل الجماعي.
وأضاف المصدر: إن المحافظة قبل التخفيض الحالي تعاني من أزمة بقلة عدد الطلبات بوجود نقص واضح بالكميات، ولاسيما أنه لا يمكن إجراء عملية التخفيض سوى من طلبات النقل.
وأكد المصدر انخفاض عدد الطلبات من 16 طلب مازوت يومياً إلى 12 طلباً في الوقت الراهن، علماً أن الحاجة تتجاوز الـ20 طلباً يومياً، الأمر الذي انعكس على تقليل «طلبات النقل» بما يتجاوز 80 ألف ليتر يومياً.
واعتبر المصدر المسؤول أن تخديم قطاع النقل لوحدة خلال الوقت الراهن بحاجة إلى 13 طلباً في ظل انتشار السرافيس والطلب الكبير عليها في العديد من الخطوط، ذاكراً أن واقع النقل الداخلي شهد انتظاماً خلال الفترة القليلة الماضية.
ويشار إلى استمرار معاناة العديد من المواطنين من قلة السرافيس بسبب تعاقدها مع الروضات والمدارس الخاصة لنقل الأطفال والطلاب وحتى مع بعض المعامل لنقل الموظفين، تزامن ذلك مع قلة عدد الطلبات، ما سبب أزمة حقيقية بتسرب عدد من وسائل النقل عن خطوط سيرها، وخاصة في أوقات الذروة، علماً أن هناك تعميماً وقراراً بمنع تعاقد السرافيس مع المدارس لنقل الطلاب والمدرسين، إلا أنه تم التراخي بهذا الشأن وسمح لبعض الوسائل النقل بالعمل على تخديم هذه المدارس والروضات، ولكن ضمن مسار عمل خاص محدد ومضبوط من المحافظة وذلك بعد تطبيق نظام التتبع الإلكتروني الـ«جي بي إس»، ولكن يبدو أن المحافظة عدلت بشكل كامل عن هذا القرار.