عادت عشرات الأسر المهجرة القاطنة في مخيمات اللجوء في لبنان اليوم عبر معبري الزمراني بريف دمشق وجوسية بريف حمص إلى قراهم وبلداتهم الآمنة والمحررة من الإرهاب، وسط إجراءات ميسرة من قبل الجهات المعنية.
ووصل إلى معبر الزمراني في منطقة القلمون، عشرات من المهجرين السوريين قادمين من لبنان مصطحبين معهم بعض ممتلكاتهم، وقامت الجهات المعنية بتسجيل بيانات العائدين الشخصية وعناوين إقامتهم الدائمة في قراهم وبلداتهم بشكل ميسر من قبل لجنة مشكلة لمتابعة شؤونهم وأوضاعهم وتقديم المساعدات لهم من قبل الجهات المعنية والفرق الصحية التي أبدت جاهزيتها التامة لتقديم الخدمات الطبية اللازمة عبر عيادات متنقلة وسيارات الإسعاف السريع لاستقبال العائدين بوجود كادر طبي لتقييم الحالات الصحية والتغذوية وتقديم اللقاحات للأطفال.
وذكر مصدر ميداني لموفد سانا أنه من المرجح أن تشهد الأيام المقبلة عودة المزيد من العائلات المهجرة في لبنان عبر معبر الزمراني والمعابر الأخرى في محافظتي ريف دمشق وحمص.
ونوه فايز حمود مختار قرية الصرخة في منطقة القلمون بالتحضيرات والتسهيلات التي وفرتها الجهات المختصة لاستقبال المهجرين العائدين بشكل لائق يحفظ كرامتهم ويسهل عليهم الوصول إلى مناطقهم والاندماج بأسرع وقت ممكن في حياتهم اليومية وممارسة أعمالهم الاعتيادية بعد غيابهم القسري بفعل الإرهاب لعدة سنوات عن مناطقهم وأراضيهم.
ودعا حمود جميع السوريين عامة وأهالي المنطقة خاصة إلى العودة السريعة إلى مناطقهم ومنازلهم وأراضيهم.
وعبر عدد من المهجرين العائدين عن ارتياحهم للعودة إلى الوطن بعد إقدام التنظيمات الإرهابية على طردهم من مناطقهم قبل أن يتم تحريرها من قبل الجيش العربي السوري وعودة الأمن والأمان إليها.
وعبر محمد ناصيف من قرية المشرفة في القلمون عن سعادته بالعودة أخيراً برفقة زوجته وأولاده إلى أرضه وقريته وأقاربه بعد غيابه عنهم لسنوات طويلة، موجهاً الشكر للجهات المعنية التي “سهلت عودتنا مصطحبين أمتعتنا وممتلكاتنا من مستلزمات إقامة وأدوات كهربائية مختلفة ومنزلية متنوعة”.
من جهتها، لفتت المواطنة خالدة وهي تحتضن ابنتها إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المهجرين السوريين يرغبون بالعودة إلى أرض الوطن وبانتظار الترتيبات اللازمة لإتمام عودتهم بأسرع وقت ممكن من الأراضي اللبنانية، فيما أشار صلاح فضة إلى أنه تواصل مع عدد من أهالي المنطقة قبل عودته الذين كانوا قد عادوا خلال الفترات الماضية والذين دعوه ودعوا جميع أهالي المنطقة إلى العودة حيث الأمن والأمان والطمأنينة، وفي ظل إجراءات ميسرة للانخراط بسرعة في مجتمعهم وحياتهم الطبيعية كما كانت قبل الحرب العدوانية على سورية.
وقال الشاب عمر بكر: إنه قدم مع ذويه وفق الإجراءات الميسرة للالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري.
السبعيني علي أحمد بكر أبدى ارتياحه للعودة إلى قريته وإلى أرضه “التي أمضيت عشرات السنين وأنا أعمل بها… لقد اشتقت إلى كل شيء هنا.. وأريد أن أنهي حياتي هنا في أرضي وبين أهلي”.
وعادت أيضاً دفعة من المهجرين السوريين في لبنان عبر معبر جوسية الحدودي بريف حمص، وسط إجراءات ميسرة وتجهيزات قدمتها الجهات المعنية، حيث أشار عدد من المهجرين العائدين من الأراضي اللبنانية أيضاً إلى قراهم وبلداتهم إلى أنهم سيبدؤون مزاولة أعمالهم الطبيعية والاعتيادية بعد انتهاء “فترة التهجير القسري بسبب التنظيمات الإرهابية والمساهمة في إصلاح وترميم ما خربه الإرهابيون”، واستعدادهم لطي صفحة الماضي من المأساة التي عاشوها وفتح صفحة جديدة عنوانها “البناء وإعادة الحياة”.