كتب أيمن قحف
عادة يكون لي رأي في الصكوك القانونية التي تصدر وتهم الناس والبلد ، فكيف إذا كان الأمر يخص عملي الإعلامي ؟! تأخرت قلبلاً في التعليق على قانون احداث وزارة الاعلام الجديد ، ونظراً لحساسية الوضع ، لم أشأ ابداء أي رأي لأن هناك من سيتعامل معه كأمر شخصي وليس مهني !!
مادة واحدة لم أستطع تجاهل الحديث عنها وهي المادة السابعة المتعلقة بالمجلس الاستشاري وهذا نصها : المادة 7 – المجلس الاستشاري:
أ- يشكل من: الوزير رئيساً.
معاون الوزير نائباً للرئيس.
مدير عام الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عضواً.
مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عضواً.
مدير عام مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع عضواً.
مدير عام المؤسسة العربية للإعلان عضواً.
مدير عام المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي عضواً.
مدير الاتصال والدعم التنفيذي عضواً وأميناً للسر.
ب- للوزير الاستعانة بمن يراه مناسباً كاستشاريين من العاملين في الوزارة ومؤسساتها، أو غيرهم من العاملين في الدولة أو الخبراء لحضور اجتماعات المجلس.
ج- يتولى المجلس المهام الآتية: 1- متابعة الأداء الإعلامي الوطني بجميع مكوناته، وتقديم المشورة الإعلامية والفنية لخدمة الخطاب الإعلامي وتطويره.
2- الإسهام في وضع خطط وبرامج تصويب الأداء بما يسهم في تنفيذ السياسة الإعلامية للوزارة.
3- إبداء الرأي في مشروعات القوانين والمراسيم والقرارات التنظيمية التي تعدها الوزارة ومؤسساتها…) انتهى نص المادة ..
وبحكم أنني إعلامي منذ حوالي 35 عاماً ومستشار وزير في الدولة لمدة تقارب عشر سنوات ، وعضو الهيئة الاستشارية لمحافظة حمص، بل وكثيراً ما دعيت لحضور جلسات المجلس الاستشاري في رئاسة مجلس الوزراء ، ومستشار لشركات ورجال أعمال على مستوى مرموق ، أزعم أنه يحق لي إبداء الرأي ..
من قال لكم أن المدير - بحكم عمله التنفيذي - يمكن أن يكون استشارياً ناجحاً ومفيداً ؟! تشكيلة المجلس هي القيادة التنفيذية للوزارة وزير ومعاون ومديرون عامون .. بماذا سيشورون على أنفسهم ، وكيف لهم تقييم أدائهم كإدارات من على طاولة المجلس الاستشاري ؟!!
كل الموحودين زملاء و أصدقاء ذوي سمعة وخبرة محترمة ، لكن هناك تضارب مصالح بين العمل التنفيذي والعمل الاستشاري . ولم يشفع لكم اضافة خبراء ( للاستعانة ) بهم فهم مجرد كومبارس لا صوت لهم مطلوب منهم ( الحضور )! ذكرتني هذه الفقرة في بدايات عملنا ، كما نتعرض لمشكلة مع اداراتنا في المؤسسات الرسمية فنلجأ لاتحادنا ، اتحاد الصحفيين ، لنجد أن مديرينا هم قيادة الاتحاد أيضاً و هم الخصم والحكم !!!
يا سيدي الوزير .. أنت صديقي و أستاذي و أعرف أنك بمنتهى الديمقراطية وتقبل الرأي الآخر .. كيف تقبل بهذه الصيغة التي تصلح لـ ( بيت فستق) : أهلين ببعضنا !!
أن عملي كمستشار لطالما أعطاني الأفق والجرأة والتحرر من القوالب والنصوص الجامدة ومن المصالح كوني أقدم مشورة نزيهة دون ارتباط بمنظومة المصالح في المؤسسة .. الاستشاريون في أي عمل أو مهنة هم نخبة وخلاصة الخبرة ومنزهون عن المصالح الضيقة . يقدمون خلاصة علمهم وخبرتهم للإدارة العليا التي تقرر ما تريده وفق سياساتها ومصالحها وهنا الفارق ما بين البيروقراطية الادارية المرتبطة بالموظفين وعقليتهم وما ببن الابداع المرتبط بالاستشاريين وحرية تفكيرهم .. لنقرر فقط ما نحتاجه ..
الخلاصة : لا يمكن لمدير تنفيذي على رأس عمله أن يكون مستشاراً فعالاً