واقع الزراعة في سورية وآفاق التعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية ودورها في تنفيذ العديد من المشروعات وتفعيل عملها في سورية، كانت محور الاجتماع الذي جمع وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا ومدير عام المنظمة الدكتور إبراهيم الدخيري.
وأشار الوزير قطنا خلال الاجتماع الذي عقد في مبنى الوزارة اليوم إلى أن المنظمة التابعة لجامعة الدول العربية، من المنظمات الرائدة على مستوى الوطن العربي، ولها بصماتها الإيجابية في سورية خلال فترة الحرب الإرهابية وما قبلها، عبر تنفيذ مشروعات خاصة بالثروة الحيوانية والإنتاج النباتي وإدارة الموارد الطبيعية ومعهد الغابات الذي يؤهل كوادر عربية في موضوع إدارة الموارد الطبيعية والغابات.
وبين قطنا أن الوزارة تعول على مشاركة المنظمات في دعم المشروعات ضمن الاستراتيجية الزراعية السورية 2030 التي تشمل 64 مشروعاً سواء كان مادياً أو فنياً أو تقنياً، ما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وإعادة الاستقرار للقطاع الزراعي، وتحقيق التكامل مع الوزارات الأخرى ذات الصلة، مؤكداً ضرورة تزويد المنظمة بالأرقام الإحصائية الزراعية للاستعانة بها في إعداد الدراسات.
وتحدث قطنا عن ضرورة توسيع مبادرة دعم السودان التي أطلقتها المنظمة لتشمل كل الدول العربية التي تعرضت للإرهاب ومنها سورية، مؤكداً استعداد الوزارة لمقايضة البذار مقابل القطن والأعلاف مع السودان.
ونوه الوزير قطنا بمبادرة المنظمة في تقديم نظام اتصالات خاص يوفر التواصل خلال أعمال مكافحة الحرائق بين الأفراد، ويساعد على تجاوز الوضع الطبوغرافي للمنطقة من جبال ووديان، إضافة لتأمين تقنيات تدعم استراتيجية الوزارة في التعامل مع الحرائق، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” ستقدم الخراطيم اللازمة لصهاريج إطفاء الحرائق.
من جانبه الدكتور إبراهيم الدخيري قدم شرحاً عن المنظمة وأماكن وجودها وعملها وفق الاستراتيجية الحديثة 2020 – 2030، التي تتماشى مع منجزات التنمية المستدامة والتحديات المعاصرة، مشيراً إلى وجود شراكات ناجزة للمنظمة مع القطاع الخاص، ولافتاً لضرورة الاستفادة من التجربة السورية في تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي سابقاً.
وأوضح الدخيري أن وفد المنظمة قام بزيارة موقع الحرائق في اللاذقية، حيث تبين أن هناك حاجة لمزيد من التعاون في هذا الإطار مع الوزارة لدعم جهود الإنذار المبكر، وحماية المخزون الكبير من النظام البيئي المتكامل في سورية من الحرائق، وخاصة أن المنظمة لها باع في أنظمة الإنذار المبكر.
ولفت الدخيري إلى أن زيارة المنظمة لسورية هي إعلان لمزيد من التعاون، بعد عودة سورية إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، ضمن حرص المنظمات العربية على الحضور إلى هذا البلد وبحث آفاق العمل العربي المشترك والتعاون.
وتحدث الدخيري عن نية المنظمة في تطوير المعهد العربي للغابات والثروة السمكية في اللاذقية التابع لها، بما يعزز عمله في تقديم رسالته الأساسية بتعليم المختصين في الغابات على مستوى الدبلوم.
بدوره الرئيس التنفيذي للمنظمة الدكتور عباس الحاج حسن أوضح أن الأمن الغذائي مهدد في كل البلدان العربية، وعلينا تأطير الجهود والانفتاح والتفاعل بالكامل في سبيل تحصينه وتمتينه، ولا سيما مع امتلاك جامعة الدول العربية الإمكانات التي تسمح لنا بأن نكون شركاء للمنظمات الدولية العاملة في المنطقة وللهيئات المانحة.
حضر الاجتماع معاون وزير الزراعة الدكتور رامي العلي، ومدير عام منظمة اكساد الدكتور نصر الدين العبيد، وعدد من الخبراء في المنظمة والمديرين المركزيين في الوزارة.