ناقش الاجتماع الذي عقد اليوم في وزارة الزراعة برئاسة وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا وحضور ممثلي المنظمات الدولية العاملة في سورية والجهات ذات الصلة التي شاركت بإطلاق مبادرة القرية التنموية "معاً نبني حلماً" في قطرة الريحان بالغاب في حماة في منتصف نيسان الماضي، نتائج هذه المبادرة حتى الآن والاستمرار بدعمها والتشاور لإطلاق مبادرات أخرى في بقية المحافظات.
وأكد الوزير على حاجة سورية لوجود استراتيجية متكاملة لتنمية الريف وفق إمكانياته المحلية وموارده الطبيعية والعمل والمشاركة الكاملة بواسطة المجتمع المحلي في كل الخطوات مع الاهتمام الجدي بالبرنامج الزمني للعمل، لافتاً إلى دور هذه الجهات بالمبادرة وإغنائها والتعاون والتنسيق لدعم المبادرات المنفذة حالياً واقتراح مبادرات أخرى يمكن اعتمادها تستند على التجارب الدولية في التنمية الريفية في كافة المجالات.
وفي تصريح للصحفيين أشار الوزير إلى أن هذه التدخلات هي إحدى البرامج التنفيذية التطبيقية وفق مخرجات ملتقى تطوير القطاع الزراعي، ضمن برنامج التنمية الريفية، حيث اعتمدنا على المجتمع المحلي في القرى التنموية وبدأنا في قرية قطرة الريحان في منطقة الغاب استهدفنا القرية منذ عام 2021 واعددنا العديد من الدراسات المناخية والطبوغرافية والإقتصادية والتنموية وماهي المشاريع التي يمكن تنفيذها في هذه القرية للإستفادة من الموارد المحلية المائية والأرضية والبشرية لرفع الطاقة الإنتاجية فيها وزيادة القيمة المضافة من استثمار الموارد المحلية في الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني وتأسيس مجموعة من المشاريع التي ترتبط بالزراعات النباتية والحيوانية في مجال التصنيع والتسويق والإستفادة من المخلفات وكافة المخرجات الموجودة في المنطقة لتصنيع الأعلاف والأسمدة وبالتالي تحقيق تكامل مابين الإنتاج النباتي والحيواني واستثمار الطاقات البشرية في التنمية الزراعية المتكاملة.
وقال الوزير: تبين من خلال المتابعة أنه يجب أن يكون هناك تدخل للمنظمات لزيادة عدد المشاريع ورفع كفاءتها، وتم عقد هذا الاجتماع لمعرفة كل منظمة ماذا يجب أن تفعل.
وأكد مدير العام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد أن مشروع قطرة الريحان تعتبر قصة نجاح حقيقية في تحسين دخل وتوطين السكان وتحقيق دخل للمرأة الريفية فيها، لافتاً إلى أن المنظمة ستقدم الدعم لمجموعة من المشاريع المختلفة وتنفيذها بالتعاون مع وزارة الزراعة والهيئات المختلفة من خلال بناء القدرات وتصنيع الأعلاف العضوية وتربية النحل والجاموس وتوزع مجموعة من الأغنام والماعز على السكان المحليين لتحسين دخلهم بالإضافة إلى الأعلاف والغاز الحيوي وإنتاج الكومبوست وحصاد المياه.
وقال: نحن نريد الانتقال من سبل العيش إلى المشاريع التنموية الحقيقة والفعلية لتكون نموذج يطبق على كافة القرى السورية.
وبين رئيس اتحاد الغرف الزراعية السورية محمد كشتو أهمية تقييم تجربة التنمية الريفية التي أطلقتها وزارة الزراعة وكانت البداية في قرية قطرة الريحان، وهو مشروع متكامل للتنمية الريفية من خلال المشاريع المقدمة بهدف الوصول إلى مجتمع ريفي يحقق التنمية المستدامة في كافة المجالات.
وأشارت مديرة التنمية الريفية الدكتورة رائدة أيوب أن مخرجات الاجتماع كانت عبارة عن مصفوفة تم خلالها توزيع الأدوار للمرحلة القادمة وكل جهة من الجهات حددت المشاريع التي يمكن تنفيذها وتقديمها في قرية قطرة الريحان بالإضافة إلى استعراض المبادرات التي تم تنفيذها خلال الأربعة أشهر الماضية.
وأكد مدير المصرف الزراعي التعاوني إبراهيم زيدان أن النموذج المطروح من قبل وزارة الزراعة بشأن قرية قطرة الريحان نموذج ناجح وجدير بالإهتمام لتطوير القرية والمنطقة ككل، والمصرف الزراعي يقدم القروض للمشاريع المتناهية الصغر والصغيرة وجاهزون لتقديم الدعم لأي مشروع يهدف إلى الإنتاج الحقيقي بضمانات ميسرة بالإتفاق مع مؤسسة ضمان القروض.