أكد وزير الصحة الدكتور حسن الغباش أن الحرب الإرهابية على سورية وما يرافقها من عدوان واحتلال لأجزاء من أراضيها والإجراءات الأحادية الجانب غير الإنسانية خلفت تداعيات وتحديات جسيمة على الوضع الصحي وتسببت بعرقلة المسار التنموي وخسارة المواطن إنجازات متراكمة امتدت لسنوات طويلة من التنمية البشرية.
وشدد الغباش في بيان أمام الدورة الـ75 لجمعية الصحة العالمية المنعقدة حالياً في جنيف على أنه رغم التحديات التي فرضتها الحرب الإرهابية إلا أن الدولة السورية استمرت بتقديم الخدمات الصحية على امتداد أراضيها بكل إمكاناتها المتاحة معرباً عن تقدير سورية للمساهمة التي تقدمها المنظمة دعماً لجهود إعادة بناء المنظومة الصحية التي تضررت نتيجة الحرب الإرهابية والإجراءات القسرية الأحادية وضعفت قدرتها على توفير خدمات صحية متميزة دأبت الدولة على تقديمها لمواطنيها.
وأشار الغباش إلى أن انتشار وباء كوفيد19 عالمياً وتعطيله البرامج الصحية المنقذة للحياة وتسببه بعواقب اجتماعية واقتصادية هائلة يؤكد مجدداً أهمية قيم التعددية والتعاون والتضامن الدولي في التصدي للأخطار المشتركة وأن نهج الأحادية والانعزالية لا يوفر حلولاً مستدامة للمشكلات التي تهدد البشرية جمعاء مبيناً أن فرق وزارة الصحة تقوم بحملة لقاح ضد الفيروس لرفع نسب التغطية والحد من انتشار الوباء بتمنيع أكبر عدد ممكن من المواطنين غير أن عدم وصول اللقاح في الوقت المناسب تسبب بعدم تحقيق نسب التغطية المخطط لها.
ولفت وزير الصحة إلى أن الأوضاع الصحية في الجولان السوري المحتل وفلسطين المحتلة بما فيها القدس لا تزال تشهد تراجعاً كبيراً نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية وعمليات الاستيطان غير الشرعية والممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال مؤكداً إدانة سورية منع سلطات الاحتلال منظمة الصحة العالمية من تقييم الأوضاع الصحية في الجولان المحتل تنفيذاً لقرارات جمعية الصحة العالمية وإدانتها أيضاً الاعتداءات ضد الفلسطينيين ومرافقهم بما فيها 235 مرفقاً للرعاية الصحية والتي تسببت باستشهاد 257 فلسطينياً وإصابة 2367 آخرين وفقاً لما وثقه تقرير المدير العام.
وشدد الغباش على وجوب تنفيذ (إسرائيل) إلتزاماتها القانونية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال والسماح للمنظمة بإيصال المساعدات لأبناء الجولان السوري المحتل وإجراء تقييم ميداني لأوضاعهم الصحية بطريقة تحترم وضعه القانوني كأرض محتلة دون شروط مسبقة.
وأشار وزير الصحة إلى مطالبة سورية باعتماد مقاربة غير تمييزية تستجيب لطوارئ الصحة في أوكرانيا وحولها وترفض المبادرات المسيسة التي تستهدف روسيا بطريقة انتقائية.
وكانت أعمال الدورة الـ75 لجمعية الصحة العالمية انطلقت الأحد الماضي وتستمر حتى السبت القادم ويتضمن جدول أعمالها تصميم السياسات الخاصة بالنظم والخدمات الصحية وتسليط الضوء على القضايا الصحية العامة والاستجابة والتأهب للطوارئ ومن ضمنه ملف جائحة كورونا.
وشاركت سورية في الدورة الـ74 للجمعية افتراضياً في أيار من العام الماضي حيث تم انتخابها لعضوية المجلس التنفيذي في منظمة الصحة العالمية ممثلة عن إقليم شرق المتوسط لمدة ثلاث سنوات.