يروي المواطن أبو يحيى الذي فضل عدم الكشف عن هويته معاناة ابنه خلال ساعات تنقله بين المشفى والآخر بدمشق بحثاً عن جهاز الطبقي المحوري بلا جدوى.
وأكد أبو يحيى أن ابنه أصيب برضوض أمس الأول ليسعفه على الفور إلى إحدى المشافي، وتبدأ معها معاناته بعد إعلامه بتعطل جهاز التصوير في مشفى المجتهد، وكذلك الحال بالنسبة لمشفى المواساة الجامعي، ليصار إلى تحويله بنهاية المطاف إلى مشفى الأسد الجامعي.
ويضيف أبو يحيى وكأنه حينها «تنفس الصعداء»: الحمد لله توصلنا إلى مشفى حكومي لإجراء الصورة المطلوبة وتوصيف حالة الطفل ذي الـ 11 عام، لكن المفاجأة كانت بإعلامه من الموجودين في المشفى أن الجهاز موجود، بيد أنه لا يمكن إجراء الصورة والأمر بحاجة إلى موافقة الإدارة العامة.
وتابع أبو يحيى: تم إخبارنا بأنه ونتيجة الضغط على الجهاز ولعدم وجود بديل عنه، تم إصدار قرار من الإدارة العامة يقضي بإراحة الجهاز وعدم إجراء الضغط عليه أكثر من اللازم، وبالتالي: لن تجرى صورة الطبقي المحوري إلا بقرار وتوجيه من الإدارة؟
وقال أبو يحيى: لم يكن أمامنا سوى خيار وحيد مفاده الأخذ بواقع الحال، والانتظار ومراقبة الطفل وخاصة أن إجراء الصورة في القطاع الخاص يكلف مبالغ كبيرة جداً وتصل لـ 400 ألف ليرة والنصف مليون ليرة «ليست بمقدورنا»، مضيفاً: «الحمد لله استقرت حالة الطفل في اليوم الثاني بعد تقديم المعالجة الإسعافية، ومراقبة حالة الطفل».
هذا وأكدت المعلومات الرسمية لـ«الوطن» أن جهاز الطبقي محوري متعطل في العديد من المشافي ومنها «مشفى دمشق «المجتهد» وابن النفيس والهلال والمواساة الجامعي».
وبيّن مصدر مسؤول في مشفى الأسد الجامعي أن هناك مخاوف من تعطل جهاز الطبقي المحوري نتيجة الضغط الكبير، مبيناً العدول عن القرار المتخذ وعودة عمل الجهاز لما كان عليه، وبالتالي تتحقق العدالة.
وأكد المصدر أنه بالتزامن مع ذلك هناك مساعٍ كبيرة جداً من إدارة المشفى بالعمل على إصلاح الجهاز الثاني المتعطل والذي يكلف مبالغ كبيرة جداً، مضيفاً: نحن أمام خيارين إما تخفيف الضغط على الجهاز الحالي وخاصة أنه «يحتضر» وإما استمرار العمل كما كان قائماً وهو ما تم الاتفاق عليه.
وفي سياق متصل، تعطل جهاز الطبقي المحوري التابع لمشفى المواساة الجامعي منذ أيام، سيما أن التيوب الخاص بالجهاز له عدد محدد من عمليات التصوير، وبسبب الضغط خلال جائحة كورونا تم استنفاد تيوب الجهاز، علماً أن المشفى تقدمت بكتاب لشراء تيوب جديد، لكن ذلك يحتاج لنحو ثلاثة أسابيع «ويتم العمل على إيجاد حل بشكل إسعافي.
وبينما أكد مدير عام المشفى عصام الأمين التقدم بطلب لوزير التعليم العالي، لاستعارة التيوب من جهاز مشفى جراحة القلب، علمت «الوطن» أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم كلف معاونته متابعة الموضوع ومعالجته بين مشفيي المواساة وجراحة القلب نظراً للحاجة الماسة للجهاز، ليصار إلى استثماره بالطاقة القصوى وآلية للتنسيق والتعاون ومعالجة الموضوع بأسرع وقت.
وفيما يخص مشفى دمشق «المجتهد» أكد مدير عام المشفى أحمد عباس أنه مضى قرابة الشهر على تعطل الجهاز، مبيناً أن الحالات التي بحاجة إلى طبقي محوري يتم تحويلها إلى المشافي التي تملك جهازاً غير متعطل، وقال: تكلف إصلاح الجهاز تكلف مبالغ كبيرة جداً وتقدر بمئات الملايين، لكن نحن موعودون بجهاز جديد خلال فترة شهر ونصف الشهر.