كتب: مجد عبيسي
طالعتنا هيئة الاستثمار السورية بمنح إجازة استثمار لمشروع انتاج المذيبات والمواد الأولية للمبيدات الحشرية والدهانات والأحبار في محافظة ريف دمشق بكلفة تقديرية استثمارية تبلغ حوالي 31 مليار ليرة سورية ومن المتوقع أن يحقق المشروع 44 فرصة عمل.
(عشرات المليارات ل 44 فرصة عمل فقط!)
وذكرت الهيئة أن المشروع سيشكل مورّد محلي لكافة مصانع الدهانات التي تعمل على استيراد المذيبات البطيئة والمذيبات السريعة من الخارج.
والسؤال الحزين ...
هل البيئة الحالية صالحة استثمارياً؟!..
هذا السؤال عديم الاجابة، تحداه قانون الاستثمار الجديد بطرح الفرص الاستثمارية في كافة القطاعات.
لنكن ايجابيين بدايةً.. نحن بحاجة للاستثمار بشكل إسعافي، ولكن في وقت لم تعد فيه الحكومة قادرة على تأمين ما يؤمن الدفء للمواطن سواء من كهرباء او محروقات؟!.. أ ليس هذا مؤشر أسود على عجز واضح مع ادارة سقيمة لموارد سقيمة ؟!
حين يأتي المستثمر هل عليه أن ينتظر رسالة بنزين مثلا ليحرك سيارته لتفقد مشروعه؟.. او بحاجة استخراج تصريح عمل لجواله ضمن نطاق الجمهورية؟.. او عليه مكابدة البرد مع انعدام مقومات التدفئة في منزله "ان اشترى منزلا".. سواء من كهرباء او مازوت او غاز او حطب!
ولكن.. كل ما سبق يمكن تجاوز معوقاته في السوق السوداء !!..
هل هذه البيئة سليمة، ومشجعة، وصالحة استثمارياً ؟!
إن مددنا البساط الاحمدي، فقد يقول قائل يمكن للحكومة تأمين الطاقة للمستثمرين وجميع مستلزمات الانتاج (وكل شيء بثمنه) عندها نقع في مطب النظر الى موقع القدمين، وضبابية النظرة المستقبلية لواقع الاستثمار الفعلي، فإن كان هدف المستثمر السوق الداخلية، فهذا مشروع قريب المدى جداً ومحكوم بالضمور كون قدرة الشراء للمستهلك النهائي (المواطن) تضمحل، فكيف سيكون الاستثمار ناجحا للقائم به؟!
وان افترضنا ان المستثمر واستثماراته هدفها التصدير، فهذا يعني ان الحكومة انفصلت عن الشعب تماما، وباتت تعمل في واد مغاير لمسير العباد !
وان كانت الاستثمارات قائمة في البلد ومزدهزة ولكن وضع المواطن الاقتصادي في تردي، فهنا مؤشر على عودتنا الى العصور الوسطى، حين كان هناك طبقات مجتمعية، ولكل منهم عالمه الخاص !
نريد انعكاسا واحدا سليما على مستقبل المواطن، لأن كل ما ينعكس عليه منذ عقد واكثر كان مشوها ولا يصب في صالحه!
ولنلق نظرة أقرب عن اهتمامات الحكومة..
فاول امس كانت اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء تدرس إعادة النظر بسقف التمويل اللازم لبعض المشاريع السياحية المتعثرة، حيث تم تكليف وزارة السياحة بإعداد مصفوفة بالمشاريع السياحية المتعثرة ذات الأولوية في الحصول على التمويل اللازم لاستكمالها، وذلك لبحث سبل التمويل الممكنة من خلال المصارف العاملة.
وتتمة الخبر.. أنها كلفت اللجنة وزارة السياحة التنسيق مع هيئة الاستثمار السورية لمتابعة التحضير الجيد لملتقى الاستثمار السياحي الذي يعقد في أيار من العام الجاري لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع السياحي.
سياحة !!.. حاولوا الابتسام في وجه السائح غدا، حقيقة.. لا اعرف بأي وجه سنستقبل السواح، وما سيكون انطباع من سيأتي منهم حين يرى هذه الوجوه المتجهمة والتي تحسده من اخمص قدميه حتى قذاله !!.. دمتم.