كتب: مجد عبيسي
تخيل ان الاسعار أقلعت بجنون منذ عام 2015، على مرأى ومسمع الحكومة والشعب والاعلام ووسائل التواصل، وكل يشجب ويندد ويستنكر ويده في جيبه، ويراقبون ذاك القطار دون مبادرة من يد قوية تشد الفرامل!
نشرات الاسعار التأشيرية حبر على ورق، وكنا نشير ان تلك الاسعار مبنية على ربح التاجر، لا التكاليف ودخل المواطن!.. الأمر الذي خرج من فم الوزير د.عمرو سالم مؤخرا ان مديرية الاسعار كانت تسعر لمصلحة التجار!!
وليست بمعلومة أن ثلة ليست بقليلة من عناصر التموين يعتاشون من تقاضي اجرة التغاضي، ولا يتم السكوت الا بالرضى (إلا من رحم ربك)!.
آلاف الموظفين الفاسدين يراقبون آلاف التجار الفاسدين!!
الشعب يتفرج، ونحن نصيح، ولكن في فوضى الضحك من كنز الارباح اصواتنا تموت!
نكون مجانين ان قلنا اننا صمدنا لان الخطة والخطوات كانت ثابتة وصحيحة، بل لم يمسكنا الا الأمل.. بيد تأتي مفتولة للعمل.
اليوم، نحن نقف شهودا على حملة التغييرات، والإقالات بالجملة، ولا نخفيكم السرور الشعبي السائد من ذلك، رغم عدم معرفة معظمهم من هو زيد او عبيد.
ورغم التغييرات تعصف حتى بأعلى الكراسي الحكومية، إلا ان ما يتم على نطاق اضيق كان هو الأهم للمواطن والأقرب إليه.
ولنسمي بالاسماء وزيرا اسقط حقة بالادعاء على كل من يتناوله، الوزير عمرو سالم.
منذ تسلمه راهن كثيرون على ثقل التركة، ولكن ما شهدناه في عهده لغاية اليوم هو تراجع كبير في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمعدلات الفساد والبيروقراطية والاختلاس..
من قال ان منشورات وزير عبر وسائل التواصل تقلل من هيبته؟!
من قال ان الكلام الشعبي منقصة لمسؤول؟!
وذاك وزير التربية يقفز مع الاطفال احتفالا وينزل للتحقق من منشور سلبي الى المدرسة بذاته، ووزير السياحة لا يجد حرجا من مجالسة جريح على الرصيف دون تكلف.
ابوح لكم بأنه رغم غيوم السواد، الا ان الأمل سيمسح نظرة الكآبة عن الوجوه مع اولى القطرات النقية..
فعلا نحن بحاجة قطرات نقية..
دواؤنا ليس مستورد، ولا بعصف ذهني لحلول فذة، وإنما بيد قوية تجتث الفساد.. وفقط.