عقدت اللجنة المشتركة السورية الأبخازية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي دورتها الأولى في دمشق اليوم، بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس ورئيس جمهورية أبخازيا أصلان بجانيا.
وأكد عرنوس في كلمة له خلال الاجتماع أهمية بذل الجهود المشتركة لتعزيز آفاق التعاون لما فيه المصلحة المشتركة للشعبين الصديقين في ضوء التحديات التي تواجه إصرارهما على صون قراراتهما الوطنية والسيادية، مشيراً إلى حرص الحكومة السورية على تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد باتخاذ كافة الإجراءات والقرارات اللازمة لتوطيد أواصر التعاون بين سورية وجمهورية أبخازيا، تأكيداً على الإرادة الصادقة في إقامة تعاون اقتصادي مثمر.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أهمية وضع منهج تعاون عملي من خلال التعاون الحكومي-الحكومي وكذلك بين قطاعي الأعمال في البلدين بما يسهم في تعزيز آفاق التعاون وعقد لقاءات تخصصية وفنية بين الجهات المعنية لدى البلدين ودعم مشاريع التعاون الاستثماري والتبادل التجاري في المجالات الزراعية والصناعية والسياحية مشدداً على ضرورة تأمين خطوط النقل البحري والجوي المناسبة لربط اقتصادي البلدين، وتسهيل عملية التبادل التجاري.
من جهته، أكد الرئيس الأبخازي أن اللجنة المشتركة تشكل قاعدة جيدة للعمل بين الجانبين لتنمية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، لافتاً إلى أنه سيكون هناك لقاءات مستقبلية مشتركة في قطاع رجال الأعمال والشركات الحكومية والخاصة لإيجاد آليات معينة للتعاون والتنفيذ، والتي ستسهم في تعزيز التبادل التجاري والتعاون العلمي والتعليمي والثقافي وتبادل الطلاب.
وقال الرئيس بجانيا إنه سيتم بذل كل الجهود لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، مشيراً إلى أن العقوبات الجائرة والضغط الممارس على سورية وابخازيا سيعطيهما دفعاً للأمام لتطوير العلاقات بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين، معرباً عن تمنياته للجنة المشتركة بالنجاح في أعمالها.
وكان عرنوس والرئيس بجانيا عقدا جلسة مباحثات ثنائية ركزت على التعاون المستقبلي بين البلدين وضرورة اتخاذ الخطوات التنفيذية للاستثمار المشترك للإمكانات الاقتصادية المتنوعة والغنية لدى البلدين بما يضمن أكبر قدر من التكامل بين اقتصادي البلدين.
وناقشت اللجنة المشتركة السورية الأبخازية خلال اجتماعها التعاون في مجالات النقل والسياحة والتعليم والزراعة وآفاق تطويرها، حيث أوضح الدكتور سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية رئيس الجانب السوري في اللجنة المشتركة أن الإرادة الحقيقية والصادقة للبلدين ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتنميتها.
واستعرض الوزير الخليل ما تم القيام به خلال الفترة الماضية من تبادل للمعلومات حول القوانين والأنظمة التي تحكم عمليات التجارة الخارجية بين البلدين على مستوى الاستيراد والتصدير، إضافة إلى تبادل قوائم المنتجات القابلة للتصدير من سورية إلى ابخازيا، كما كان هناك اطلاع على السوق الأبخازي وما يحتاجه من سورية لافتاً إلى أنه سيكون لرجال الأعمال دور مهم في المرحلة القادمة وستكون هناك زيارة لوفد أعمال سوري إلى ابخازيا في نهاية شهر حزيران القادم، مع التحضير لإقامة معرض للمنتجات السورية في العاصمة الأبخازية.
من جهتها، قالت نائبة رئيس الوزراء الأبخازي وزيرة الاقتصاد رئيسة الجانب الأبخازي في اللجنة المشتركة كريستينا أوزغان كونستانتينوفنا: سنسعى لإقامة مشاريع مشتركة تشمل مختلف القطاعات وتنظيم طرق نقل البضائع من أبخازيا إلى سورية، وتعزيز العلاقات السياحية وتنظيم العلاقات الاقتصادية التي ستشكل انطلاقة داعمة للعلاقات بين البلدين، كذلك سنعمل على تقوية العلاقات في مجالي الثقافة والزراعة.
وتناولت النقاشات تعزيز التعاون السياحي وتبادل المجموعات السياحية بين البلدين وإقامة المنتجعات السياحية البيئية وكذلك آفاق التعاون الزراعي وتعزيز التبادل التجاري للمنتجات الزراعية، والتعاون في كافة المجالات البحثية والتطبيقية وتبادل الخبرات، بما يسهم في مواجهة الحصار المفروض على البلدين، إضافة إلى تطوير مجالات النقل وفتح خطوط بحرية دائمة بين البلدين وتبادل الخبرات لآلية إدارة المرافئ وفق أحدث التكنولوجيا.
وفي ختام اجتماع اللجنة، تم التوقيع على بروتوكول اجتماعات الدورة الأولى للجنة المشتركة السورية الأبخازية للتعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي والفني، واتفاقية تعاون بين المرافئ السورية والأبخازية، واتفاقية تعاون في مجال السياحة.