أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين المقرر عقده خلال الأيام القادمة بدمشق هو مجرد بداية لحل هذه المسألة الإنسانية لافتاً إلى أن العدد الأكبر من اللاجئين يرغب بالعودة وأنه لدينا في سورية آمال كبيرة بأن يخرج المؤتمر بنتائج عملية ونرى أكبر عدد من اللاجئين يعود خلال الأشهر القليلة القادمة.
وقال الرئيس الأسد خلال اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو كونفرانس: أنا سعيد أن يحصل اليوم هذا الاتصال أو هذا اللقاء التلفزيوني بيننا خاصة قبل انعقاد مؤتمر اللاجئين خلال الأيام القليلة القادمة وأنا أشكركم على اهتمامكم بهذه القضية.. قضية اللاجئين هي قضية إنسانية بالنسبة لنا ولكم والكثير من دول العالم ولكنها بالنسبة لنا قضية وطنية.. وكل منزل في سورية يهتم بهذا الموضوع وهو بالنسبة لنا كحكومة هو الأولوية رقم واحد خلال المرحلة القادمة خاصة بعدما تم تحرير جزء كبير من الأراضي وانحسرت رقعة المعارك بالرغم من استمرار الإرهاب.
وأوضح الرئيس الأسد أنه من الطبيعي أن يكون هذا الموضوع هو الأولوية الأولى لكن من الضروري أن يعالج المؤتمر وأن نعالج نحن وأنتم والدول الأخرى المهتمة بهذا الموضوع انطلاقاً من الأسباب وكما تعلمون فإن الجزء الأكبر من اللاجئين هم الذين هربوا من الإرهاب.. من القتل من الخوف.. وجزء آخر هرب بسبب تدمير البنية التحتية وبالتالي أصبحت الحياة في المدن أو القرى أو الأحياء المختلفة غير ممكنة للحياة.. ومن خلال تواصلنا المستمر مع عدد كبير من هؤلاء اللاجئين بشكل مباشر أو عبر الدول التي تحتضنهم والتي تسعى لإعادتهم إلى سورية.. الجزء الأكبر منهم يرغب بقوة بالعودة إلى سورية خاصة بعدما قامت الدولة السورية بتقديم عدد كبير من التسهيلات.. البعض منها تشريعي والبعض منها متعلق بالإجراءات من أجل عودتهم لكن العقبة الأكبر بالنسبة لهم بالإضافة إلى بقاء الإرهاب في بعض المناطق التي يفترض أن يعودوا إليها وينتموا لها.
وقال الرئيس الأسد: المشكلة الأكبر هي الحصار الغربي المفروض على سورية.. على الدولة وعلى الشعب وبالتالي إعادة هؤلاء اللاجئين بحاجة لتأمين الحاجات الأساسية الضرورية لمعيشتهم.. الماء والكهرباء والمدارس.. لديهم أطفال.. وغيرها من الخدمات الأساسية بالإضافة إلى موضوع تحريك الاقتصاد من أجل أن يعودوا وأن يكون أمامهم أفق من أجل أن يعيشوا حياة طبيعية.. المشكلة أن الحصار الغربي الذي تفرضه الولايات المتحدة يشكل عقبة كبيرة في وجه هذه العودة.
وأضاف الرئيس الأسد: بالنسبة لنا في سورية لدينا آمال كبيرة في هذا المؤتمر بأن يخرج بنتائج عملية.. وطبعاً الحكومة السورية ليست فقط مستعدة بل هي متحمسة للخروج بهذه النتائج من أجل أن نرى أكبر عدد منهم يعود خلال الأشهر القليلة القادمة.. ليس فقط ضمن إطار المصالحة فالجزء الأكبر من هؤلاء اللاجئين هو من الداعمين للحكومة السورية ولكن الظروف الحالية لا تسمح له بالعودة.. ولدينا أمل كبير بجهودكم وبجهود الدول الأخرى المشاركة أن يكون هناك إمكانية لتخفيف أو رفع أو إزالة هذا الحصار اللاشرعي الظالم من أجل أن تتمكن الدولة السورية من القيام بواجباتها تجاه أولئك العائدين.. البعض منهم عاد.. أو الآخرين الذين يرغبون بالعودة.
وتابع الرئيس الأسد: مرة أخرى أستغل هذه الفرصة سيادة الرئيس لكي أشكركم على الجهود الكبيرة التي قمتم بها شخصياً بالإضافة إلى المسؤولين الروس الذين لم يهدؤوا حتى تمكنوا من عقد هذا المؤتمر بالرغم من العقبات الدولية التي وضعت في طريق هذا المؤتمر.. ولكن المؤتمر سوف يعقد ونتمنى له النجاح وباعتقادي أنه بالتعاون المشترك بيننا وبينكم وبالتعاون مع الدول المشاركة سيكون هذا المؤتمر هو مجرد بداية لحل هذه المشكلة الإنسانية التي لم يشهد لها العالم مثيلاً ربما منذ الحرب العالمية الثانية.
وختم الرئيس الأسد بالقول: نتمنى أن نتمكن من وضع أسس للمرحلة القادمة من أجل عودة هؤلاء اللاجئين.. مرة أخرى أشكركم على اهتمامكم بهذا الموضوع وعلى دعمكم للحكومة السورية في جهودها سواء في مكافحة الإرهاب أو إعادة الإعمار أو في إعادة اللاجئين..
شكراً لكم.
بدوره أكد الرئيس بوتين أن حجم الكارثة الإنسانية في سورية لا يزال كبيراً وأن روسيا تؤيد عقد المؤتمر الدولي حول اللاجئين وهي مستمرة في بذل قصارى جهدها لإنجاحه والتنسيق والتشاور مع الحكومة السورية لاتخاذ كل الإجراءات والتسهيلات لتمكين ومساعدة اللاجئين للعودة إلى وطنهم.
وقال الرئيس بوتين خلال الاتصال: سنواصل بذل الجهود لتشجيع الحل السياسي للأزمة في سورية والحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية مشيراً إلى أنه بفضل الجهود المشتركة والعمل في إطار صيغة (أستانا) تسنى لنا تحقيق الكثير من النتائج فبؤر الإرهاب الدولي تم القضاء عليها تقريباً في سورية والأوضاع تتحسن على الأرض.
وشدد بوتين على أن الحكومة السورية مهتمة بحل مشكلة اللاجئين التي باتت على المستوى الوطني رغم محاولات العديد من الدول تسييسها مع أنها مشكلة إنسانية مؤكداً أن مهمة إعادة إعمار سورية بعد انتهاء الأزمة تتطلب قبل كل شيء عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
ولفت بوتين إلى أن مسألة إعادة اللاجئين السوريين مهمة في هذه المرحلة لسورية ولجميع الدول خصوصاً دول الجوار مشيراً إلى أنه دعا في عام 2018 المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية ومبادرة الرئيس الأسد لإعادة اللاجئين إلى ديارهم ومنازلهم مشدداً على أن الحكومة السورية تتخذ إجراءات لتحسين الوضع المعيشي وغيرها من الأمور التي أدت إلى عودة أكثر من مليون شخص إلى ديارهم وهذا بفضلكم فخامة الرئيس.
وقال بوتين: إن نطاق هذه الكارثة الإنسانية يقلقنا.. ويجب علينا إطلاق عملية إعادة اللاجئين أجمع.. وأن تكون هذه العملية غير إلزامية.. وعلينا أن نتابع الأمور الحالية في سورية لإعلاء المستوى المعيشي وتشكيل ظروف مواتية.. لذلك هناك مؤتمر دولي لإعادة اللاجئين في دمشق ونحن نؤيد هذه المبادرة وإن الكثيرين أبدوا رغبتهم بالمشاركة في هذا المؤتمر وإن الوفد الروسي سيكون كبيراً وسيعقدون مشاورات مع زملائهم السوريين بشأن التعاون الثنائي.
وبيّن الرئيس الروسي أن المؤتمر سيكرس لإدخال المساعدات الإنسانية وإعادة اللاجئين إلى ديارهم وهذا سيشجع على استقرار الوضع في سورية فيما بعد وقال: نحن نعتمد أن نجاح المؤتمر سيحدث وسيتحقق ونحن نتوق إلى هذه النتيجة.