سيريانديز- مجد عبيسي
أليس كان من الأفضل على المستشار الذي أكد على ضرورة تصحيح آلية الدعم الحكومي، ورفع الدعم عن الخبز على أنه مطلب مجتمعي، أن يوفر على الرأي العام ممارسة رياضة الركمجة على أمواج الانتقادات، وأن يتطرق قبل ذلك إلى طرح المطالب المجتمعية الأهم، كزيادة ما تسمى بمرتبات الموظفين، والتي لا تكفي أجرة غرفة في أسوأ حي عشوائي! لا الخروج بما يزيد من اختناق المواطن الفقير.
فالتصريح برفع الدعم على أنه مطلب مجتمعي فيه شيء من التجني على المواطن الذي يلتمس حتى اليوم الجمعيات للحصول على صندوق المعونة الاجتماعية!!،
نعم، قد يظن البعض بأن هكذا تصريحات مصيبة، ولكن رآها آخرون عشوائية وغير مضبوطة، حينما انضوت على "تمنين" المواطن بأنه يحصل على أكثر من حاجته من الخبز بسبب رخص ثمنه، ثم تعطف على فكرة أن الخبز يقدم علفاً للحيوانات!!.
كذلك جاء طرح فكرة تطبيق البطاقة الذكية على توزيع مادة الخبز في أخطر أوقات المرحلة، إذ أن هكذا قرار إن أبصر النور على مادة استهلاكية يومية كالخبز، سيشير إلى أن الوضع بات متأزماً إلى أقصى الحدود، وهذا ما ينافي عمل الحكومة اليومي بنشر الأمل بين الجماهير عبر تصريحات وإنجازات عن دعم دوران عجلة الإنتاج، والبيئة الخصبة للاستثمار، ودعم الليرة السورية، ووعود بتحسين معيشة المواطن!
أيها السادة أعضاء الحكومة الأفاضل، للحق أقول بأن حل مشكلات الدعم الحكومي من سوء توزيع إلى تهريب السلع المدعومة للخارج، لا يكون برفع الدعم كلياً في هذا الوقت، أو بخنقه أكثر عبر بطاقاتكم الذكية، فالذكاء ليس بالبطاقة بحد ذاتها، وإنما بالالتفاف الذكي حتى آخر رمق قبل استخدام البطاقة، فما نحتاجه اليوم فعلاً هو توجيه الدعم للمواطن نفسه.. وليس للسلع التي تواجه مشكلات في تحديد الفئات المستحقة للدعم فعلاً!!.
هذه هي المعادلة ببساطة، والتي بها سيصل الدعم لمستحقيه وفقط مستحقيه، وستنظم جميع القطاعات. وأخيراً وعلى الهامش، لاحظنا تكرار خروج مستشاري مجلس الوزراء بالتصريحات، مما يحدث بلبلة في أوساط الرأي العام، لذا، نتمنى على رئاسة الحكومة أن تحصر عمل المستشارين في نطاق تقديم الاستشارات الخبيرة فقط لأصحاب التصريحات والقرار.. ودمتم.