كتب أيمن قحف:
لم تكن أكبر كوابيس السوريين تصل إلى حدِّ أن يتجاوز سعر صرف الدولار حاجز الـ 500 ليرة في عز الحرب والحصار ، اليوم تجاوز عتبة الـ 600 ويواصل صعوده دون بشائر تلوح في الأفق دون أي ردة فعل ذات شأن لا من الناس ولا من مجتمع الأعمال ولا من الحكومة!!
الفارقُ بينَ السعر الرسمي والسوق تجاوز 160 ليرة ومع كلِّ صباح تفرح مجموعةٌ صغيرةٌ بموافقات تخصيص القطع للمستوردات - دون انعكاسٍ على الأسعار والمواطن - أي أننا نعطي (كاش) أكثر من 160 مليون ليرة مع كل مليون دولار لهذا المستورد أو ذاك – ومن يتوسط له - كل صباح !!!!
خسرنا الحوالات ،ولم يعد أحد يصرف في المنافذ الرسمية ،وصار من الصعب على أي متعهدٍ أن يلتزمَ بعقدٍ بليرة لا يعرف كم ستهبط في الغد؟
بعد صمتٍ كان لحاكم المصرف المركزي من اسمه نصيب قد كان حازماً بالقول: يجب الخروج من معالجة سعر الصرف بسعر الصرف لأنها كلفت الاقتصاد الوطني الكثير والحل يكون بالسياسات الاقتصادية التي لا تتم بين يومٍ وليلة، مشدداً أنه لا يمكن وضع المركزي رهينةً بين قلةً من المضاربين.
الرواتبُ بقيت دون زيادة وحديث أولوية إعادة الإنتاج لا يقنع المواطن لأنه يحتاج اليوم الغذاء والدواء والكساء، وربما يكون دورنا كإعلامٍ وطنيٍّ وقادة رأيٍّ أن نمارس دوراً إيجابياً نحفز دور الحكومة ونقوم بتوعية الناس بأن الحلول لا تأتي بكبسة زر خاصةً في زمن الحروب .
بعيداً عن أي محاذير نعرفها جيداً ، لا نجد حلاً ذا أولوية قبل مضاعفة الرواتب وإزالة تشوهات الدعم وتحمل بعض الزيادة في سعر الصرف لكنه سيستقر أخيراً ، لا نجد ضيراً من التمويل بالعجز فهناك انتاجٌ وخيرْ في هذا البلد سيسد العجز قريباً..
معرضُ دمشق الدولي وعد بالنجاح
تجهد الحكومة والفعاليات الخاصة معها لإنجاح الدورة القادمة لمعرض دمشق الدولي ، وتبدو التحضيرات معقولة وهناك تجاوبْ جيد من الاتحادات وجميع الجهات لإنجاز معرضٍ متميزٍ في كل المقاييس ، ومن المهم أن رعاية السيد الرئيس للمعرض يضع الجميع أمام مسؤوليات الإنجاح، وهذا تحدٍّ خاص يجعل المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء يتابع كل التفاصيل شخصياً ويعمل على تذليل أي عقبة بشكلٍ فوري.
في الاجتماع الخير الذي حضرته من أجل المعرض كان هناك تناغمٌ وشعورٌ عالٍ بالمسؤولية ،وأعطى حضور الوزير منصور عزام إشارةً على اهتمام مقام الرئاسة بالحدث الكبير وقدم الوزير عزام الكثير من الملاحظات والأفكار البنّاءة لتعزيز الإيجابيات وتدارك السلبيات.
بالنسبة لي طرحت في الاجتماع فكرة بسيطة مفادها أن يعمل الجميع على تقديم أفضل ما لديهم وأفضل انجازاتهم على مدار العام في فترة المعرض ، وأن نستغل لأقصى حد الحضور الجماهيري والتركيز الإعلامي لتحقيق أفضل النتائج اقتصادياً واجتماعياً وسياحياً وحتى سياسياً..
* صدر العدد الجديد من صحيفة بورصات وأسواق رقم 328 عندما كان الدولار بـ 611 ل س