سيريانديز – مجد عبيسي
أقامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ورشة عمل لمناقشة نتائج دراسة العوامل الاجتماعية والثقافية المعيقة لمشاركة الشباب والنساء في سوق العمل.
وأشاد ممثل صندوق الامم المتحدة للسكان في سورية كارين دادوريان بالجهات التي شاركت بإعداد هذه الدراسة بداية بالفريق البحثي المختص من مؤسسة نور والمنظمات الأممية المشاركة التي تجاوزت الست منظمات في سابقة نادرة ومهمة بمكان لأنها تعطي البحث الدقة في البيانات والأرقام القائمة على الأدلة كالمحددات والمعوقات لوصول النساء والشباب لسوق العمل.
وأكد أن الدراسة مهمة ولكنها غير كافية وحدها، لأنه في مرحلة لاحقة يجب أن تترجم هذه البيانات والارقام إلى مشروعات مع اعتماد آلية لتنفيذها على أرض الواقع.
وتطلع دادوريان لشراكات أوسع تتضمن جميع المعنيين من أجل تنفيذ ونقل وترجمة هذه البيانات إلى قوانين تطبق على الارض.
من جهته أفاد د. أكرم القش أن قيمة البحث الأساسية تنطلق من قدرة تنشيط القطاعات العامة والخاصة لاستيعاب قوى العمل الشابة والنسائية بشكل أوسع، أو قيام تلك القوى بمشروعها الخاص للعمل به، وتساءل عن وجود سياسة واضحة ورؤية واقعة لتحسين مستوى التشغيل وتحديداً للشباب والنساء.
مشيراً أن واقع تشغيل الشباب والنساء في سوق العمل جعلنا نعود قليلاً لقبل الحرب للوقوف على المعوقات التي كانت تواجه التشغيل، وكما هو ملاحظ فقد كان هناك تراجع نسبي في تشغيل الشباب والنساء في فترة الحرب لأنه كان المشغل الأساسي لهم هو القطاع العام بينما القطاع الخاص غير منظم، واستيعابه لعمالة الشباب والنساء كانت محدودة جداً.
ونوه القش أنه خلال الحرب حدثت بعض المتغيرات مثل خروج بعض المنشآت الاقتصادية عن العملية الانتاجية، وهجرة بعض الكفاءات المهنية مما لمسناه تغيراً نسبياً في زيادة دخول النساء سوق العمل ولكن كانت تحوطها بعض الإشكاليات تتمثل بعدم تمكن المرأة العاملة في سوق العمل بالشكل السليم.
التركيز يتم بالدرجة الأولى على العوامل الثقافية كعلاقة المرأة ضمن الأسرة، وخيارات الشباب للتشغيل، والدراسة تأتي ضمن العمل الذي أنجزته الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع الجهات الحكومية في وضع إطار متكامل للشباب وإطار متكامل أيضاً لتمكين المرأة.
وأوضح أن العمل يتم بالمجمل ضمن الجهد الحكومي الذي بدأ عام 2015 لوضع صورة متكاملة للبرنامج التنموي السوري لسورية ما بعد الحرب، وله أكثر من مشروع من ضمنها مشروعات الشباب التي تتضمن إجراءات محددة وسياسات تدخلية محددة للنهوض بالواقع الاجتماعي على فترات آنية سريعة وفترات بعيدة.
من جهته، أكد مدير المؤسسة البحثية نوار عواد باسم الاقتصاديين الذين عملوا بالدراسة في شقها النظري أن هناك مشكلة بنيوية بالاقتصاد يجب الوقوف عندها لذلك هناك فصل كامل في الدراسة عن خصائص البنية الاقتصادية وتأثير مفرزات الحرب عليها وكيف من ممكن أن ينعكس سلباً على مسائل تشغيل الشباب.
مشيراً أن الدراسة تناقش مستوى توظيف وتمكين الشباب والنساء وخلق فرص العمل والتحفيز الاقتصادي، وكيف انعكست الأزمة على واقع سوق العمل وما طبيعة وخصائص هذه المنعكسات على عملية مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي والعمل وعلى أجندة وأولويات الشباب والنساء واهتماماتهم المهنية.