سيريانديز - آية قحف
تم شكر الدكتور السوري عفيف عفيف الاختصاصي بجراحة الأعصاب المجهرية والوظيفية ، وذلك بعد العملية الجراحية الدماغية التي أجراها لمريض وأنقذه من الموت ، وهذا الخبر الذي تم تداوله بكثافة من قبل الاعلاميين ومواقع التواصل الاجتماعي معبرين عن فخرهم بإنجازات الدكتور عفيف .
الجراح الماهر تلقى العديد من التهاني على صفحته الشخصية من العرب والفرنسيين بشكل خاص ، الذين عبروا عن مدى فخرهم به لإنقاذ لأرواحهم ، طالبين منه البقاء في فرنسا لكي يكمل أبحاثه في بلد توجه لها ولكن قراره لم يكن نابعا عن رغبة داخلية ، ولكن بسبب أيدي من يحاربون التفوق السوري داخل البلاد ، ونتيجة للضغوطات التي تعرض لها لم يكن أمامه إلا اتخاذ قرار الرحيل .
الطبيب عفيف الذي عاد من فرنسا في بداية الأزمة السورية ، متخليا عن كل العروض المغرية التي قدمت له ليعالج مواطني بلده ، متكفلا بعلاج السوريين الفقراء ، إذ وضع كل خبرته تحت تصرف وزارة التعليم العالي ، وحمل مشروعا ضخما لإنشاء مركز جراحة عصبية متخصص باستقبال المرضى من أرجاء الشرق الأوسط ، مع تكفله بتدريب جراحيت سوريين وهذا اختصاص نادر جدا ، ولكن هناك من لم يرق له من المسؤولين الذين كانوا قد حاربوه سابقا ومنعوه حتى من إجراءات العمليات المجانية في مشافي الوزارة .
وبين الدكتور عفيف أن اختصاصه من الاختصاصات القليلة في العالم وهو غير موجود في سورية المتمثل ب " جراحة الصرع ، باركنسون ، الشلل التشنجي ، الأمراض النفسية بالإضافة لجراحة الآلام المعندة على العلاج الدوائي " ، وهو الوحيد في سورية الحاصل على شهادة hdr ، وهي أعلى شهادة في الجراحة العصبية في العالم .
وأضاف عفيف بأنه عين كعضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق ولكن دون ندبه لأية مشفى ، ولم يتم تكليفه بانشطة تدريسية أو علاجية ، منوها بأنه لم يترك باب إلا وطرقه من قسم الجراحة ، لرئاسة الجامعة ، وصولا لمجلس التعليم العالي ووزير التعليم بالإضافة لمسؤولين في قطاعات أخرى في الدولة ، طالبا ندبه للمشفى لمزاولة عمله ، ولكن دون جدوى بسبب معارضة عميد كلية الطب حينها ، ليصبح عضو هيئة تدريسية عاطلا عن العمل .
وبسبب أخلاقه النبيلة التي لم تسمح له أن يتقاضى أجرا دون عمل ، تقدم بطلب إجازة بدون أجر ، ليتفاجأ بتعاون الجميع تسهيلا لخروجه من الجامعة ومن سورية .
يذكر أن الدكتور عفيف قدم أبحاثه في 80 مؤتمر دولي في أربع قارات ونشر أكثر من 17 بحثا في مجلات علمية محكمة وفصلين في كتابين صدرا في أوروبا ، وأجرى خلال 48 ساعة 3 عمليات معقدة جدا تمت بنجاح كامل في مشفى القدموس .
نرى أن السوريون يكرمون في الخارج من قيادات البلدان التي وفدوا لها ، لذلك لم يفكروا في العودة يوما ، ولا سيما في ظل المضايقات والضغوطات التي يتعرضون لها ، بالرغم من حاجة سورية لخبراتهم .
واخيرا هل يفكر مسؤولينا بتغير النهج القائم على عدم الاكتراث بخبرات أطبائنا وأهميتهم ، وهنا يكمن السؤال ماذا عن المرضى وبالتحديد مصابي الحرب الذين يحتاوجون لعمليات أعصاب تحديدا ؟!!