سيريانديز – مجد عبيسي
كنت قد عزمت أن لا أتعاطى بهذه القضية إذ أن مصاب والد الأطفال السبعة أكبر من المهاترات الإعلامية، ولكن ما يجب أن نقوله يقف على خلفية احتداد البعض بالدفاع عن عمل الزميل الإعلامي "صفوان" في عمل تقرير يفتقر إلى المهنية وفي قناة من المفترض أن تكون من صفوة الإعلام الوطني.
لقد عملت سابقاً في الإعلام التلفزيوني، وأعلم جيداً الضغط النفسي عند رصد تقرير مستعجل، ولكن من مواصفات الإعلامي ان يحافظ على اتزانه في أصعب اللحظات وأن ينقل الصورة بأفضل أسلوب يناسب الحالة ويتفق مع معايير الإعلام والقناة التي يمثلها.
أعتقد أن ما حدث في تقرير الزميل "صفوان" أنه ارتبك من هول الحادثة إذ خرج للتغطية كمحرر مناوب تلك الليلة، وأقدر الفوضى النفسية التي انتابته، ولكن.. اللوم حين عاد إلى المحطة لمونتاج التقرير، ألم يهدأ روعه ؟!
لمَ لم يتنبه إلى الأسئلة التي سألها لوالد الأطفال المكلوم، وأن فيها شائبة غير مقبولة للمتلقي وللوالد ذات نفسه، ويحذفها من التقرير في قسم المونتاج؟!
ثم أ لم ينتبه مدير الأخبار أو مسؤول النشرة حين راجع التقرير قبل النشر أن هناك خطباً ما في صلب أسئلة التقرير؟! طبعاً هذا إن كان يتم استعراض التقارير أصلاً قبل النشرة!
أعتذر، ولكن لا يجب أن يتحمل المسؤولية صفوان وحده بقرار إيقاف عن العمل مدة شهر، بل أطلب من وزير الإعلام أن يعيد النظر بمنظومة الإعلام والتلفزيوني لدينا، وبالصورة البصرية والإعلامية والمهنية التي وعد أن تكون متميزة، ولم نر ذلك حتى لحظة التقرير!
تابعنا جميعاً، وكانت الهفوات متكررة في معظم المحطات السورية من تقارير مشابهة من "إعلاميين" يجب أن يكونوا محترفين، ولم يعاقب عليها أحد، ولكن وقع هذه المرة الفاس برأس المراسل فقط! لماذا وحده من حمل عقوبة عن القضية؟!
ليس هكذا نبارز لنبرز بالإعلام.. ودمتم