مكتب اللاذقية - أمل محمد صارم
أكثر من 100 شاب وشابة سورية من كل الأعمار (10 سنوات وحتى 40 سنة) قبلوا التحدي حتى مع أنفسهم ليقوموا بتجربة مختلفة، ويعسكروا لـ 8 أيام بعيدا عن عوالمهم، في فترة الأعياد، مع أشخاص تربطهم بهم جمعية (أنا السوري ) في معسكر(الصواري ) التنموي والتدريبي الاستكشافي والتوثيقي( 26 ) في بلدة الطارقية ( قرجالة سابقا ) التابعة لمشقيتا على بحيرة سد 16 تشرين، أما رسالتهم للعالم فهي قسما سنحييها وإن دثرت.
وأكد وزير السياحة بشر يازجي والوفد المرافق له خلال زيارته للمعسكر أهمية وجود الشباب السوري ومن مختلف المناطق السورية في معسكر (الصواري ) معا يجمعهم حب سورية، فهم مثال القوة والصمود والمحبة لأنه يبتكر الحياة من وسط الموت والألم والدمار ، وهم أقدر بالمحبة والمسؤولية على معرفة قيمة الأرض بعد معاصرتهم لحرب شرسة بكل المقاييس ، لتضعهم مباشرة في مواجهة مسؤولياتهم فالأوطان تبنى بالأفعال وليس بالأمنيات والأحلام .
وقال لسيريانديز: كما وعدت وزارة السياحة نفسها بتسليط الضوء والتوثيق لكل الجمال والحضارة السورية، كذلك يروج الشباب السوري من خلال جمعية أنا السوري لنموذج قرية سياحية في واحدة من أجمل المناطق السورية على سد 16 تشرين والمناطق الخلابة المحيطة .
وحول إحياء الفعاليات والمهرجانات والتي كانت تقام في هذه المنطقة قبل أن تصل أذرع الإرهاب إليها ، و تسليط الضوء عليها كمنجم سياحي يرفد الإقتصاد السوري، أكد يازجي لسيريانديز أن المهرجانات والفعاليات لم تتوقف وإنما اتخذت أسماء جديدة ، و قد تم وضع مخطط للمنطقة ،لأفضل استثمار ليحقق الفائدة و يحسن المكان ليعود بمردود مادي و خدمي على أبناء المنطقة من خلال الوحدة الإدراية ، وتقديم أماكن ارتياد بتكلفة منخفضة تتناسب مع مدخول شريحة أصحاب الدخل المحدود " .
وكان الوزير اليازجي افتتح زيارته بجوله على نموذج القرية السياحية المصغرة التي قام المشاركون ببنائها تعرف من خلالها على الشباب السوري في المعسكر وعلى المنتجات التي أعادوا تشكيلها من الطبيعة لتدل على تراث المنطقة وأصالتها ،وافتتح الاحتفال بالنشيد العربي السوري ، وإيقاد الشعلة ، و فيلم وثائقي عن نشاطات المعسكر الاستكشافية والتوثيقية للطبيعة في مسير الجبل، إضافة لتكريم بعض المتميزين من أعضائه، واختتم الاحتفال بحفل فني على البحيرة مباشرة لبعض المواهب الشابة .
وكان رئيس دائرة الترويج في مديرية سياحة اللاذقية فراس وردي قد أوضح لسيريانديز: أن الهدف الأساسي من الفعالية هو بالدرجة الأولى إعادة إعلان البحيرة كموقع سياحي جذاب يمتد على مسار الأحلام و أحد تفرعاته بحيرة 16 تشرين وموقع المعسكر من الجهة الشمالية للبحيرة ، و بجوار غابة النبي أيوب ،وهي منطقة استكشاف الحياة البرية، وإعلان عودة البحيرة لمناطق الجذب والاستقطاب السياحي ، وهناك مشروع طموح في وزارة السياحة قيد الدراسة لطرح المنطقة المجاورة للبحيرة للاستثمار ، أما دور وزارة السياحة فتنشيط سياحة المغامرات والاستكشاف كسياحة رافدة ، التي تنطلق من مسار الأحلام بدءا باللاذقة و وانتهاء بكسب، ومن تفرعاته الشبطلية برج اسلام الصخور البيضاء ، وتفرع البحيرات السبع على سد 16 تشرين والمناطق المحيطة بها، وعلى المسار الجبلي من قلعة صلاح الدين وقلعة المهالبة وقلعة بني قحطان والمينقة في قرفيص .
مؤكدا أنه من أهم عوامل الجذب في المنطقة متحف برهان حيدر للتراث الشعبي في المركز الثقافي في عين البيضة الذي يختزل تراث الساحل السوري برمته ، والمتحف الجيولوجي الأول في سورية للدكتور فواز الأزكي وتم إنزاله على قائمة المسارات السياحية في المنطقة .
وأضاف وردي : أنه كان قد أقيم في العام 2010 في هذه البحيرة أحد فعاليات مهرجان طريق الحرير الذي تخللته جولة للفرق المشاركة في البحيرة من مختلف أنحاء العالم للتعرف على جماليات المنطقة، ونأمل بعودته خاصة على مدرج جبلة الروماني الذي استمر ل3 سنوات بين ( 2007- 2009)
وقد أكد برهان حيدر لسريانديز :أن أبناء اللاذقية هم أبناء أول أبجدية وأول نوتة موسيقية وأبناء عشتار أول من علم العالم زراعة القمح، ونحن نأمل بإعادة إحياء المنطقة سياحا كما كانت دوما قبل الأزمة .
وقد أكدت مسؤولة حفل السمر مهام الويس في معسكر الصواريلسريانديز : يهتم المعسكر بأمرين الأول : تدريبي تنموي للشباب الذي يخلق روح جماعية تشاركية ويقوي الأواصر بين المشاركين ، والثاني بناء قرية سياحية لإعادة إحياء منطقة البحيرات السبع وإعادتها إلى الخارطة السياحية، وقد تضمن المعسكر مجموعة من الأنشطة أهمها:بناء المعسكر ورفع السارية ، مناورات إخلاء صامت وسريع لتمكينهم من التأقلم مع كل الظروف ، إضافة لطلعة استكشافية تدريبة (مسير ليلي) وتسلق لجبل الطارقيةوأضافة لحفلات السمر الترفيههية .
وينقسم المعسكر لخمس فرق تنظم العلاقة بينها مجموعة من القوانين والأنظمة تناسب الحياة البرية في الطبيعة ، و تتنافس الفرق فيما بينها من خلال كمية ونوعية المشاريع التي تنجزها في مناطقها والتي تخدم المعسكر إضافة لمهام تحدد للفرق بشكل دوري منها السقاية أو الحراسة أو الطبخ أو التنظيف أو التعشيب أو التحطيب أو التحجير ،وغيرها
وقد أكد أمين سر الجمعية خالد نويلاتي : عن سعادة المعسكر بوجوده في منطقة كانت منذ بضع سنوات حلما يراود كل سوري خاصة في ظل الظروف الأمنية التي كادت تغيب المنطقة بكل جماليتها لولا سواعد الجيش العربي السوري، وصمود أهلها الأسطوري ، ونعمل في المعسكر على تمتين الروابط الوطنية وتعميق الشعور بالانتماء، وهو صورة مصغرة عن إعادة إعمار سورية بعد كل الخراب الذي حل بها .وفحوى الرسائل التي يوجهها المعسكر للعالم أن الحلم قد ينكسر أحيانا ولكن نجد دائما الحيلة طريقا لإعادة بنائه من جديد .
من جهتها نوهت ديما عقاد عضو الشرف في جمعية أنا سوري : أهمية أن يكون الشباب السوري هنا من كافة الأعمار والمناطق السورية لنشهد قيامة الفنيق السوري من جديد.
وقد أكدت إحدى المشاركات هديللسيريانديز: "على أهمية التشاركية والروح الجماعية التعاونية كفريق واحد يرفع معا العلم ويبني المخيمات لينهض كل منا بمشروعاته الخاصة ويبني مسكنه ويؤمن كل احتياجاته من الموارد الطبيعية المتوفرة وفق تنظيم محدد يقوم على التزام الجميع بالأهداف الموكلة إليه في جو رفاقي يسوده الاحترام والمحبة ،ونتمنى أن يعود كل المغتربين لسورية لنبنيها معا يدا بيد لتعود أفضل مما كانت بهمة الجيش وأبنائها المحبين .
وأما علي دباعي وعمره 22 سنة :" فقد كان المعسكرتجربتة الغنية الأولى بالخروج عن روتين فرضته المدن على الشباب السوري في الحرب الطويلة الذي يمتلك طاقات كبيرة ولاتحتاج إلا لتوجيهها، وعن المهارات تحدث عن تجربته في بناء المسكن، وصناعة الأثاث الخشبي من طاولات ومقاعد وكل مايلزم الحياة البرية، وقد تعلم كيفية الاندماج والتأقلم والتكيف بعيدا عن المدينة .ولا أكف عن التفكير وكل فرد في المعسكر كذلك كيف سنغادر هذا المكان بعد كل هذا الوقت وبعد أن ارتبطنا مع أفراد المعسكر ومع هذه الأرض بأواصر يصعب فك عراها.
رافق الوزير في الزيارة مستشاره الاعلامي أيمن قحف
رافق الوزير