سيرياديز- مكتب اللاذقية- تمام ضاهر
أوغاريت التي تستحق منا أن نعيد اكتشافها في كل يوم ، لتنغرز في ذاكرتنا الجمعية السورية ، وتسكن وسط أشيائنا الأعز ، ونكتشف معها مجدداً عظمة سورية والسوريين .
ضمن احتفالات اللاذقية، وأهلها بعيد رأس السنة السوري آكيتو ، وتزامنا" مع انتصارات حماة الديار في تدمر العظيمة .
سيريانديز قامت بالزيارة إلى التاريخ ، إلى موقع مدينة أوغاريت ( رأس الشمرة ) أم الحضارة والتاريخ و الأبجدية ، برفقة أبناء السماء الأوغاريتين ، الذين قرروا أن يأخذوا على عاتقهم ، ماتبين أنه نسيان مع سبق الإصرار في حقنا جميعاً رسميين وأفراد وحتى مثقفين .
زيارة تزامنت مع تحرير حماة الديار لمدينة تدمر الأثرية ، وما يحمله هذا التحرير من رسائل و مضامين : إن ما لم نستطع الحفاظ عليه كمجتمع ، استطاع الجندي السوري الحفاظ عليه ، فالجندي يثبت مجددا أهمية هذه القصة في العلاقة مع تاريخنا المستهدف ، أكثر بكثير من المثقف السوري وحتى من المسؤول الثقافي السوري .
الإعلامي سجيع قرقماز يقول : اليوم نحن في الذكرى 87 لبدء التنقيب الأثري في أوغاريت ، نحن مدعوون وبشكل ملح أكثر من السابق ، للاهتمام بأوغاريت ، ففي هذه الأزمة ، وعلى مدى هذه السنوات الخمس ، بعد 13 عاماً من الآن يكون قد مضى 100 عام على اكتشاف أوغاريت سنة 1928 ، هنا عرف موقعها وبدأ التنقيب بها ، في مثل هذا اليوم أي الثاني من نيسان ، وكما ترى بعينك ليس هناك من زيارات لأوغاريت أو اهتمام بها .
مضيفاً : أعتقد أن الرسميين أيضاً بمن فيهم أولئك الجالسين في الوزارات المعنية مشتركون في نسيان أوغاريت ، وكنت أتوقع أن آتي اليوم لأشاهد ألف شخص مثلاً من جهات رسمية ومجتمعية ونسوية وأهلية ومن جهات مثقفة ، اليوم لا نشاهد أحداً وهذا دليل أننا لا نحترم حضارتنا بالشكل الذي يليق بها .
وأضاف : بالنسبة لي هذه المناسبة لا تفوت ، فأنا أحترم التاريخ والمناسبات، وفي 15 أيار توفي صديقي وأستاذي جبرائيل سعادة وهو علم من أعلام اللاذقية الأثرية والتاريخية ، وفي ذكراه هذه سوف أقوم بزيارته ، حنّا مينة أطال الله في عمره ، وهو على فراش المرض الآن لا يمكن إلا أن أزوره .
أوغاريت أيضا لا يمكن إلا أن أزورها . ثمة معالم حضارية لا يجوز إلا أن نبقى على تواصل معها ، ومن هذا المبدأ أحاول في كل مناسبة أن أقوم بزيارة تعريفية بأوغاريت ، بهدف جذب الناس إليها، وشد انتباههم نحوها .
قرقماز أشار إلى مهرجان أوغاريت الذي ينقسم إلى جزأين : الأول في الثاني من نيسان، والثاني في 7 تموز ، وفي هذا العام لدينا الاستعداد للقيام بهذا الجزء وهو مهرجان أوغاريت الوطن الأم ، أو mother home وهي أوغاريت الوطن الأم بالنسبة لنا ، أنا اليوم كنت بمثابة دليل سياحي وسط مجموعة من المثقفين ، و الأشخاص العاديين عندما أشاهدهم هنا أقول لهم أنا دليلكم المجاني بهدف التعريف بأوغاريت ، وهو مكسب بالنسبة لي .
مضيفاً : قمنا اليوم بزيارة المواقع الموجودة بدءاً من المدخل الرئيس لأوغاريت ، وصولاً إلى بوابة القصر الملكي، والقصر الملكي ، والبيت الملكي، والحديقة المشهورة ، من ثم انتقلنا إلى منزل " ربعانو والذي يحتوي معالم أثرية وحضارية مهمة جداً ، وانتقلنا أيضا إلى مواقع أخرى هامة .
رسالتنا اليوم تقول : تعالوا نهتم بحضارتنا ، التي يحاولون التغطية عليها وإخفاءها ، هذه الحضارة مهمة جداً ، وهذه الحضارة ألقت الضوء على ثقافة العالم ، على موسيقى العالم على ميثولوجية العالم ، وكل شيء اسمه ثقافي مهم في هذه العالم وهي الحضارة السورية، وهنا تكمن المشكلة لدينا .
بدوره نزار علي بدر " جبل صافون وهو فنان ونحات قال : أنا أنصح كل سوري منتم إلى هذه الأرض الطيبة الخيرة أن يزور أوغاريت ، وكل إنسان يعشق رائحة تراب سورية يجب أن يزورها ليطلع على هذه الحضارة العظيمة ، التي أعطت البشرية الكثير ما لا يحصى من الإنجازات الحضارية ، في الوقت الذي كان فيه العالم يعيش في الظلام .
مضيفاً : أوغاريت هي أم كل سوري وأم البشرية، ولها فضل كبير جداً بلغتها التي هذبت العالم ، وأبجديتها التي قدمتها للبشرية وهي بلا شك منارة العالم ، نتمنى من كافة الوفود التي تأتي إلى هنا خاصة السوريين أن تتكثف زياراتهم للاطلاع على هذه الآبدة الأثرية العظيمة .
أنا سوري ولا يمكن أن أكون إلا سوري أنتمي لهذه الأرض وجبل صافون هو عرش الإله بعل ، ولي الشرف أن أتسمى بهذا الإسم : جبل صافون عبر اكتشافي لحجارة صافون غير المسبوقة عالمياً وأعمالي غير المسبوقة في هذا المجال، والتي نقلت من خلالها معاناة السوريين في هذه الحرب الكونية على هذا الوطن الجميل وأوابده ، ونلاحظ كما فعلوا في تدمر العظيمة التي احتلها همج صحراويون لا ينتمون إلى البشرية ، فمن ليس له حضارة وعاش بين الرمال لا تهمه حضارة غيره ويريدنا أن نكون مثله .
النحات المبدع أضاف : نحن سوريون وسورية الآرامية عظيمة ، وأنا في هذا العيد أبارك لجميع السوريين، وهذا هو عيدنا اليوم عيد الشعب السوري الأصيل .
آمال تلغراف رئيسة المكتب الإقليمي للاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية : سورية للسوريين وهي ملك أبنائها في هذه المناسبة التي نعيشها اليوم، وهي ذكرى رأس السنة السورية ، يجب أن نؤكد على هذا الموضوع ونساهم في نشره وسورية ليس عربية فقط ، إنها مهد كل الحضارات، ونحن مطالبون بتفعيل هذا الدور بشكل أكاديمي أولاً وتوثيقي ثانياً، وإعلامي ثالثاً ومهني نعمل من خلاله على فئة الشباب والجمهور .
مضيفة: من المعيب أن نكون في مدينة ساحلية، والكثير من أبنائها لديهم جهل