سيريانديز
في خطوة هي الأولى من نوعها في سورية، انطلق أحد المرشحين المستقلين عن مدينة حلب إلى مجلس الشعب بحملته الانتخابية من جامعة المدينة، طارحاً برنامجه الانتخابي أمام طلبة الجامعة الذين هم من المفروض أنّهم جيل المستقبل الّذي سيبني سورية بعد حين وآخر، بحيث تعود كما كانت قبيل الحرب التي دمرت ما دمرت من مؤسساتها وبناها التحتية.
رغم حداثة هذه الخطوة في انتخابات سورية إلا أنّها أولى خطوات مرشحي معظم الدول الديمقراطية المجاورة منها والبعيدة، سواءً أكانت تلك الانتخابات برلمانية أم رئاسية أم غيرها.
ولأنها خطوة لم يكن لها مثيل ولا مثال سابق في سوريا اهتم بعض الإعلاميين بتغطيتها تشجيعاً للمرشحين على التوجه نحو الفئة الاجتماعية الأكثر وعياً ألا وهم طلاب الجامعات بغض النظر عن اسم المرشح أو منطقية برنامجه الانتخابي.
إلا أنّ الخطوة الإيجابية التي يندر وجودها في انتخاباتنا البرلمانية لم تصل إلى ما كان ينبغبي أن تصل إليه حيث أنّه وعلى ما يبدو أنّه لا بدّ من وجود فئة تحارب أي إيجابية في أي مجال تقوم على أرض وطننا سورية.
اتخذ أحد الوفود الإعلامية وتحديداً وفد قناة الميادين (المؤلف من مراسل الميادين في حلب رضا الباشا يرافقه خالد سكيف في التصوير وآخر)، 3 مقاعد أمامية مكاناً لهم على طرف المدرج الذي حدّد لهذا المرشح كي يقوم بطرح برنامجه الإنتخابي به أمام الطلبة، وذلك بما يسهل حركتهم خصوصاً فيما يخص التصوير منتظرين حضوره.
ولكن حضوره تأخر إلى ما بعد المهزلة التي وقعت قبيل حضوره بأن قام العديد من المنظمين وممن تكلم بلسان رئاسة فرع جامعة حلب وفرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الإشتراكي بالطلب من وفد قناة الميادين أن يبدّلوا أماكن جلوسهم متجهين إلى المقاعد الخلفية عدة مرات لأسباب لم تكن منطقية، إلى أن جزمت إحدى المنظمات بأنّ المرشّح البرلماني لن يبدأ إن لم يقم الإعلاميين بإخلاء الصفوف الأمامية مبررة ذلك بأنّ المقاعد الأمامية يجب أن تكون حصراً من أعضاء رئاسة الجامعة وأمانة فرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الإشتراكي، الأمر الذي دفع وفد قناة الميادين إلى مغادرة المدرج وعدم تغطية تلك الظاهرة الفريدة من نوعها بعد جدال عقيم لم يلق به وفد قناة الميادين الاحترام الكافي من قبل المنظمين، علماً أنّ المرشح مرشح مستقل لم يترشح عن حزب البعث أو غيره من الأحزاب السورية.
الإعلامي رضا الباشا في حديث خاص لـ “هاشتاغ سيريا” أكّد أن المنسقة الإعلامية المسؤولة عن حملة المرشح الانتخابية والمنظمة لهذا اليوم حاولت إبقاء الوفد في أماكنه مطالبة أولئك المنظمين بعدم الإلحاح على الإعلاميين إلا أنّ أحداً لم يعطِ اهتماماً لكلامها رغم أنّ المنطق يقرّ بأنّها هي صاحبة الحق في التنظيم والاستقبال واختيار المدعوّين.
لن يمانع أحد ولن يلغي شيئاً من الديمقراطية أن يتواجد أعضاء من حزب البعث العربي الاشتراكي الذين هم بمثابة المنافسين لمرشح مستقل في المعركة الانتخابية الديمقراطية، كما أن لرئاسة الجامعة الحق في أن يحضر ممثلون عنها لضمان عدم خروج المحاضرة عن الحدود المسموح بها في حرم جامعي.
ولكن كيف لمنافس في معركة انتخابية أن يحتل الصفوف الأمامية في محاضرة يعلن فيها منافسه عن ما سينافس به وتحت أي مظلة يمكن أن يندرج هذا الاحتلال؟ ، و إن كانت الهيمنة الحزبية من قبل فرع الجامعة لحزب البعث على مدرجات الجامعة فرضية لا يمكن يتجاوزها لماذا يسمح لمرشح مستقل أن يخوض في مثل هكذا تجربة؟؟؟؟
علماً أنّ مصادر خاصة أكدت لـ “هاشتاغ سيريا” أن المرشّح يسعى منذ ذلك اليوم لوصوله إلى مدرجات الجامعة مرة أخرى في محاولات على ما يبدو أنّها لن تثمر، لربما كي بما يجيب على سؤالنا الثاني ويثبتُ أنّه حتى على مدرجات الجامعة ثمّة طرف يهيمن كما يشاء بعيداً عن الديمقراطية بكافة أشكالها.