دمشق - سيريانديز
تجهد شركة أجنحة الشام للطيران كواحدة من الشركات الخاصة التي تعمل كرديف للقطاع العام لفتح آفاق عملها من جديد بعد توقف قارب السنتين فرضته تداعيات الأزمة في سورية لتعود طائراتها محلقة في الأجواء عام 2014 وتثبت وجودها في الأجواء الإقليمية منذ أيام مع باكورة الرحلات التي سيرتها إلى مطار الكويت الدولي.
الرحلات التي انطلقت على متن طائرة “إيرباص إي 320″ لقيت اهتماما من قبل الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي وموظفيها التي أكدت حرصها على تقديم التسهيلات للمسافرين السوريين وخاصة في الكويت حيث يصل عددهم فيها إلى 177 ألفا فيما تشير إلى أهمية الدور الوطني للقطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية بما يعزز الصمود في وجه الحرب ضد سورية.
ويوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة شموط التجارية التي تتبع لها شركة أجنحة الشام أنور شموط في تصريح لـ “سانا” أن الشركة تسير رحلات داخلية بين المطارات السورية وبين دمشق وكل من بيروت والنجف بالعراق واسطنبول في تركيا وحديثا سيرت أولى رحلاتها إلى الكويت لافتا إلى أنها “ستستمر بتوسيع شبكة رحلاتها الجوية مع دول الخليج وهناك خطة لتوسيع رحلاتها خارجيا إلى أوروبا”.
ويؤكد شموط أن الشركة ملتزمة بالمعايير الدولية للأمن والسلامة وتقدم أعلى مستويات الخدمة التي تليق بالمسافرين على متن طائراتها مشيرا إلى أهمية دعم قطاع النقل الجوي الخاص بشتى الوسائل “لأن القضية ليست استثمارية بل وطنية بامتياز في ظل الظروف الحالية”.
المدير الإقليمي لشركة أجنحة الشام بالكويت منتصر خليل يلفت إلى أنه “إيمانا من الشركة بأهمية محطة الكويت وما تعنيه للجالية السورية المقيمة هناك حيث العدد الكبير للمغتربين السوريين قررت أن تكون الكويت أولى محطاتها ضمن دول مجلس التعاون الخليجي لتكون جسرا آخر لتعزيز التواصل بين الوطن الأم سورية والمغتربين”.
ويوضح خليل أن الطائرة التي ستعمل على خط دمشق الكويت هي من نوع “إيرباص إي 320″ تتسع لـ 156 راكبا وستقوم بثلاث رحلات أسبوعيا مع إمكانية زيادة الرحلات مستقبلا إذا استدعت الظروف ذلك.
ويذكر مدير تطوير الأعمال في الشركة أسامة ساطع أن تسيير الرحلات هدفه تسهيل نقل المواطنين السوريين من وإلى الكويت كاشفا أن “الشركة تنوي تسيير أولى رحلاتها إلى دبي في 14 أيار القادم” بينما يشير المدير التجاري للشركة نزار سليمان إلى “السرعة القياسية التي عملت بها الشركة لإتمام عقود تسيير خط دمشق-الكويت بهدف خدمة المواطن السوري أينما وجد”.
ويكشف سليمان عن نية الشركة “فتح خطوط جديدة إلى أوروبا لوجود جالية سورية كبيرة هناك بحاجة الى خطوط طيران تقلهم مباشرة إلى دمشق وتريحهم من عناء السفر على خطوط الطيران الأجنبية التي تهبط بهم في مطارات الدول المجاورة”.
وحسب المدير التنفيذي في مجموعة شموط التجارية نبيل ملقي فإن “الهم الأول لشركة أجنحة الشام الرديف الوطني للشركة السورية للطيران هو تسهيل تنقل المواطن السوري بين البلدان العربية والوطن الأم سورية” داعيا إلى “دعم قطاع النقل الجوي الخاص وإعطائه فترة سماح قانونية ومالية ومعاملته كما القطاع العام”.
ونوه مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة للطيران المدني بالكويت صالح الفداغي بأهمية الخطوة معربا عن أمله بأن تكون “بداية لتطور العلاقات بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين السوري والكويتي” بينما يراها مساعد مدير العمليات الأرضية بشركة ناش للطيران الكويتي أحمد عسكر “خطوة رائعة من شأنها تسهيل سفر المواطنين السوريين والكويتيين في المستقبل”.
من جهته المحلل الاقتصادي الدكتور شادي أحمد يرى أن توسيع شركة أجنحة الشام للطيران نطاق رحلاتها “خطوة مهمة في ظل العقوبات الظالمة التي تتعرض لها سورية والتي طالت قطاع النقل الجوي السوري وبالتالي المواطن الذي يجد صعوبة في تأمين متطلباته بالسفر خارج سورية” منوها بدور القطاع الخاص “الذي تصدى للحصار وفتح أبوابا إقليمية ودولية لتلبية احتياجات السوريين”.
الدكتور وائل مطيع ناصر عضو مجلس الجالية السورية بالكويت يؤكد أهمية تنقل المغتربين السوريين على متن طائرات شركة سورية بما يشير إليه ذلك من معاني تعافي اقتصاد الوطن وبما يضمنه من “استمرار التواصل بين المغتربين بالكويت والوطن الأم سورية” معربا عن أمله بتوسع نطاق عمل الشركة.
وتقول المسافرة زينب محمد “إنها عائدة على متن طائرة أجنحة الشام إلى دمشق لزيارة أهلها في سورية” معتبرة أن عودتها على متن طائرة تتبع لشركة سورية جعلتها تتأكد من أن “الإعلام المعادي لسورية يهول الأمور ويحاول تصوير الأمر كما لو أنه من المستحيل العيش في سورية وهو ما اكتشفت مدى زيفه” فيما تشيد المسافرة رنا مهنا بخطوة شركة أجنحة الشام “التي أراحت الجالية السورية بالكويت وأعطتها الأمل بأن سورية ستعود أحسن مما كانت عليه”.
وشركة أجنحة الشام تأسست عام 2008 واضطرت بسبب ظروف الأزمة والعقوبات الاقتصادية على سورية الى التوقف عن العمل مع بدايات عام 2012 لتعاود إطلاق رحلاتها في أيلول 2014 وهو العام الذي تم اعتمادها فيه كناقل وطني سوري وحاليا تسير رحلات يومية من دمشق إلى القامشلي ورحلات منتظمة إلى النجف في العراق ومن دمشق إلى بيروت ثم اسطنبول.