سيريانديز – نور ملحم
أشارت احصائيات صادرة عن هيئة الاستثمار السورية أن عدد المنشآت الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية لم يزد حتى نهاية 2009 عن 178 منشأة ويتركز 65،5% منها في دمشق لوحدها ومعظم الباقي في حلب وريف دمشق برأسمال 92 مليار ليرة أي بحوالي 1،85 مليار دولار عندما كان سعر الدولار 50 ليرة سورية
وباستقراء المعطيات المتعلقة بالاستثمار الأجنبي يتبين ضآلة حجمه وصغر مكوناته وهامشية أنشطته ليتبين بالتالي ضعف أثاره الاقتصادية والاجتماعية والفنية والتنموية حيث أن 54،5% من عدد هذه المنشآت هي ورش متناهية الصغر تتركز بأنشطة خدمية عادية مثل الوساطة المالية والفنادق والمطاعم والتأمين .
وللمقارنة إذا علمنا أن حجم الاستثمارات التي تصب سنوياً في لبنان يبلغ نحو 3 مليار دولار وفي مصر حوالي 10 مليار دولار وفي تركيا حوالي 20 مليار وكذلك إذا علمنا أن متوسط حجم الاستثمارات السورية في الخارج يبلغ ما بين 70 إلى 100 مليار دولار يتبين لنا ضعف وضآلة الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية .
وتبين الاحصائيات إلى أن تعويل على رأس المال الأجنبي المباشر الخاص لم يكن مجدياً في مرحلة الرخاء ما قبل الأزمة وبالتالي فهو لن يكون كذلك حالياً ولا خلال المرحلة القادمة متوسطة الآجل ، بما فيها بدايات وأواسط مرحلة إعادة الأعمار التي لا يكن التعويل فيها بشكل أساسي إلا على الجهود الوطنية ورأس المال السوري في الداخل والخارج إضافة إلى المساهمات الدولية الحكومية دولاً ومنظمات ومؤسسات .