كتب :أيمن قحف
رغم أنني كنت قادماً من موسكو للتو،دون نوم لأن الرحلة ليلية ،طالت ثماني ساعات مع توقف في اللاذقية،إلا أنني لم أجد طريقاً للاعتذار من المهندس بشر يازجي وزير السياحة واحتفالية وزارته بيوم السياحة العالمي..
الموضوع يعنيني ،أبحث عن لحظة فرح في زمن الأخبار الرديئة،بقعة ضوء في زمن الأسود الحالك!!
حاولت منذ عام ونيف أن أفعل شيئاً،اقترحت على الوزيرة السابقة فكرة احتفالية تعطي إشارة حياة في الزمن الرديء،بعد جهد،أعجبتها الفكرة..طلبت مقترحاً خطياً..ذهب المقترح مع الريح!!!
الاحتفالية كانت مناسبة تفاؤل لسورية التي"ستشرق من جديد"..
ووجود هذا الوزير الوسيم الشاب الحضاري لا يمكن فصله عن صورة السياحة التي نبحث عنها!!
"لمة فرح"..سورية بوجهها الحقيقي الذي نعرفه..كل المناطق كل الأطياف كانوا في مسرح دار الأوبرا..
في زاوية ما لمحت صبية محجبة تدمع عيناها لأغنية غنتها فرقة"سريون"التابعة لكنيسة حلبية!!!
أمامي جلس رجل خمسيني كذلك دمعت عيناه وهو يستمع إلى كلمات الشيخ أحمد حسون مفتي الجمهورية..
هؤلاء سوريون يحبون سورية..يبكون تذكراً لزمن التعايش الجميل الذي فقدناه اليوم ولكننا سنعيده جميعاً في يوم قريب..
في اليوم التالي دعاني الوزير يازجي لاستكمال الاحتفالية في التكية السليمانية..
أجواء خريفية تزين وجه المكان العابق بتاريخ دمشق،وجوه طيبة متفائلة ،لمسات دمشقية وسورية تبث الحياة في مكان أليف قل فيه الزوار بسبب الأزمة..
لوحات فنية ترصد جمال سورية وناسها وطبيعتها..مصنوعات يدوية متنوعة،تحف مصاغة بمحبة تشبه صورة دمشق القديمة..
هنا اجتمع سوريون حقيقيون،نعرفهم جيداً،لم تضع صورتهم بين ركام المعارك و أزيز الرصاص..
في التكية السليمانية،وقبلها في دار الأوبرا،وجدت سورية التي نحبها ونفخر بها،سورية التي تشبهنا..
الزمن ليس للسياحة،لكن في اليوم العالمي للسياحة نجح الوزير بشر يازجي وفريقه المخلص في تذكيرنا بأننا بلد يليق بالفرح والجمال و النجوم الخضراء،ليس بالقتل والقلق والرايات السوداء
شكراً لكوثر مليسان و مها شبيرو وفادي نظام و طارق كريشاتي وخالد حسواني ولجميع من ترك بصماته في المكان الجميل...!!
بشر يحمل من اسمه نصيب..بشر لسياحة قادمة ووعد بالتألق،يوم السياحة العالمي هو بالنسبة لنا تذكير فقط بأن سورية ستبقى"قبلة السياحة وقبلة الحضارة والتاريخ"..