سيريانديز – نور ملحم
رغيف الخبز... لقمة عيش المواطن الفقير والغني في سورية، فلا أحد يستطيع الاستغناء عنه حتى لو وجد البديل له.. ويعتبر الخبز السوري من أفضل أنواع الخبز المنتج في الوطن العربي، ومن أرخصه سعراً فسعر الربطة لا يتجاوز 15 ليرة سورية رغم جميع الضغوط والمحاولات الشنيعة من قبل العصابات الإرهابية المسلحة لخلق أزمة خبز حقيقية.
فقد أكدت الحكومة السورية في تصريحاتها خلال الفترة الماضية أن القمح والدقيق يتم تهريبه عبر الحدود إلى خارج القطر كتركيا ولبنان والأردن والعراق من قبل هذه العصابات، ورغم ذلك استطاعت الحكومة تأمين القمح والدقيق من بعض الدول الصديقة.
وعندما فشلت العصابات الإرهابية بخلق أزمة خبز حقيقة أقدمت على إتباع طريقة أخرى وهي دفع عدد من الأشخاص المتعاونين معهم لشراء كميات كبيرة من الخبز ومن ثم القيام بإتلافها عبر مجرور الصرف الصحي كما حصل في محافظة حلب لافتعال أزمة خبز في سابقة تعتبر الأولى من نوعها، ورغم كل هذه الأعمال التخريبية بقي رغيف الخبز يتصدر طاولات طعام السوريين واستطاعت الحكومة والجهات المسؤولة كسر أزمة الخبز التي تمر بها البلاد .
ولكن المشكلة التي سنتكلم بها هي أن هذا الرغيف لم يعد ينتج مثلما كان في الماضي وقد لوحظ وجود العديد من السلبيات حول الطعم والشكل واللون، وعندما سأل موقع سيريانديز عن هذا الأمر كان الجواب واضح وصريح بـأن الرغيف ينتج بحسب المواصفات القياسية المعتمدة، ولا يوجد أي نوع من الخطأ حول إنتاج رغيف الخبز لأنه لقمة عيش المواطن، وهي خط أحمر بالنسبة للحكومة .
من جهة ثانية أشارت مصادر من وزارة الاقتصاد ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لموقع سيريانديز أنه رغم المحاولات العديدة من قبل الوزارة بالتعاون مع الجهات المسؤولة عن الموضوع من أجل إيصال رغيف الخبز للمواطن ضمن المواصفات القياسية السورية المعتمدة، إلا أننا فشلنا حتى اليوم وذلك بسبب تعرض العصابات الإرهابية المسلحة لمعمل الخميرة مما أدى إلى حدوث نقص كبير في الكمية المنتجة .
وبينت المصادر أنه تم إيجاد البدائل بهدف استمرار العمل ولتأمين الخبز للمواطن حيث تقوم بعض المخابز باستخدام الخميرة البلدية وهي عبارة عن عجينة متروكة لمدة طويلة فتصبح عجيناً متخمراً يستخدم بدل الخميرة الطرية التي تستخدم أصلاً للخبز، وفي بعض الأحيان تصل مادة الخميرة (الطرية) دون المستوى المطلوب، فتترك بعض الرائحة في الخبز وهذا الأمر تعاني منه كافة المخابز ( خاصة-آلية-احتياطية ) إضافة إلى ذلك فإن نوعية الطحين التي تصل إلى المطاحن هي عبارة عن طحين خالي من القمح القاسي بشكل نهائي ومن المعروف أن هناك نوعين للطحين ويجب أن تكون الخلطة ما بين القمح القاسي والقمح الطري مما يؤثر سلباً على نوعية الخبز المنتج والمباع للمواطن .
وأضافت المصادر توجد عوامل أخرى ساعدت على إنتاج الخبز بطريقة سيئة جداً وهي أنه في أثناء ذروة العمل يتم إلغاء الفاصل الزمني بين الوردية والأخرى لذلك لا تتم عملية الصيانة أثناء العمل .
أخيراً وليس آخراً لا نستطيع إلا أن نشكر ونحمد رب العالمين على هذه النعمة ونرجو أن يبقيها لنا ولكن بمواصفات قياسية صحيحة ومعتمدة لا تؤذي ولا تضرر بصحة المواطن فهي لقمة الفقير و الغني.