نور ملحم قفزت أسعار زيت الزيتون فجأة بنسبة تجاوزت الـ500 % ليصبح سعر صفيحة الزيت ذات الـ 18 كيلو غرام أكثر من 12 ألف ليرة سورية بدلا من ثلاثة آلاف وخمسمائة ليرة, ومن المتوقع أن يرتفع سعر الصفيحة إلى 15 ألف ليرة سورية في المستقبل القريب. وكانت وزارة الزراعة قد توقعت ارتفاع أسعار زيت الزيتون من خلال التقارير الصادرة عنها وذلك بسبب تأثر المحصول بموجات الحرارة المرتفعة، وتساقط الأزهار ما أدى إلى انخفاض كبير في نسب الثمار . وأشارت تقارير الزراعة إلى أن أسعار زيت الزيتون البكر هي بحدود 175 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، علماً أن استهلاك سورية من زيت الزيتون هو بحدود 110/120 ألف طن سنوياً وهناك فائض للتصدير بحدود 40-60 ألف طن سنوياً وكان من المتوقع أن يصل إنتاج سورية من زيت الزيتون في عام 2012 حوالي 200 ألف طن، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج للموسم الحالي إلى 826 ألف طن من المساحة المشجرة والبالغة 561 ألف هكتار، وعدد الأشجار 82 مليون شجرة المثمر منها بحدود 62 مليون شجرة. من جهة ثانية أشار عدد من منتجي زيت الزيتون إلى أن السبب الأساسي لارتفاع زيت الزيتون هو نتيجة عمليات التصدير التي تسير على قدم وساق، حيث أصبح المصدّرون يبحثون"بالسراج والفتيلة" عن الزيت الذي بات مفقوداً، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره، إضافة إلى أسباب أخرى كانت قد خلفتها الأزمة منها ارتفاع تكاليف إنتاج الزيت, وانخفاض قيمة صرف الليرة السورية مقابل الدولار، وصعوبة عملية نقل الزيت من محافظة إلى أخرى، كما أن أكثر المناطق إنتاجاً لزيت الزيتون هي محافظة إدلب وحلب والوضع في تلك المناطق غير آمن, مما أدى إلى توقف عدد كبير من منتجي زيت الزيتون عن إنتاج الزيت، كما انخفض إنتاج زيت الزيتون بشكل كبير في المناطق الساحلية بسبب سوء موسم الزيتون خلال الفترة الماضية، وبحسب مديرية الزراعة بطرطوس فإن مؤشرات الإنتاج من الزيتون وزيت الزيتون للموسم القادم غير مشجعة فهي لا تتجاوز نسبة 30% من إجمالي الإنتاج السنوي المتوقع وذلك بسبب الظروف الجوية التي سادت في الفترة السابقة مما أدى إلى ازدياد الطلب على الزيت وتراجع العرض، وساهمت عمليات تهريب الزيت عبر الحدود السورية إلى لبنان وتركيا بشكل كبير في رفع السعر إلى عدة أضعاف . مصادر أمنية أشارت لموقع سيريانديز إلى أنه تم القبض على عدد من الأشخاص الذين انتحلوا شخصية التجار محاولين شراء ليتر الزيت بـ 1000 ليرة سورية من عدة مناطق وذلك بهدف إغراء المنتجين على بيع أكبر كمية من زيت الزيتون من أجل احتكارها ومن ثم إتلافها لخلق أزمة جديدة تسمى" أزمة زيت الزيتون " لتضاف إلى صف الأزمات السابقة المفتعلة من قبل المواطن والتاجر . من جهة ثانية أكد المهندس مهند الأصفر مدير التسويق في وزارة الزراعة أن الكميات التي تم طرحها في الأسواق المحلية خلال العام الحالي هي منتج الموسم الماضي, فالكميات المصدرة بالطرق النظامية والقانونية من الزيت لم تتجاوز 30 ألف طن منذ بداية العام، لأن عمليات التهريب للدول المجاورة نشطت بشكل كبير بسبب ظروف البلد . وأشار الأصفر إلى أن إنتاج البلاد من زيت الزيتون وسطيا يتراوح بين 150 إلى 175 ألف طن يذهب منها للاستهلاك المحلي ما يقارب الـ130 ألف طن، ويبقى ما يقارب الـ 45 ألف طن معدة للتصدير، مع العلم أن أشجار الزيتون تشكل أكثر من 65% من مساحة الأشجار المزروعة، ويبلغ إنتاج سورية 175 ألف طن من زيت الزيتون يشكل استهلاك السوق منها أكثر من 50%. وعن دور مديرية التسويق الزراعي قال الأصفر إنها تسعى من خلال الترويج لزيادة الاستهلاك المحلي أولا، ورفع متوسط استهلاك الفرد، وذلك بالتنويه إلى فوائد زيت الزيتون الطبية والصحية والتنسيق مع مديرية الإرشاد الزراعي، وبالتالي الاستغناء عن تصدير هذا الكنز الذي يعتبر ثروة وطنية. وفي النهاية نأمل من العاملين في هذا القطاع تنظيمه وحل الإشكالات التي تصادف الإنتاج وبشكل عام من الزراعة إلى الفلاح إلى المعصرة إلى المصدر والعمل مع الجهات المعنية لإزالة كافة العقبات ووضع اليد في أماكن الخلل وإزالتها وللحد من مشاكل هذه الشجرة وتحسين نوعية الزيت.. وتسهيل طرق ومنافذ التصدير والتسويق ..ومنع الاحتكار ما أمكن وخاصة في ظل الظروف التي يعيشها بلدنا..
|