حين تشرق الشمس وتتمطى الكائنات ننفلت من شباك النوم ونزيح خيوط النعاس عن أهدابنا لنحيا النهار الجديد، وكذلك العقل المبدع عندما تلمع الفكرة ينهض ويبحث عن كل الطرق لتحقيقها، فالإبداع هو القدوم بشيء جديد من معطيات موجودة والوصول لدرجة الإتقان في تخصص معيّن، والمبدع دائما له أمام يتقدم نحوه, فهو لا يرضى بالعالم كما يراه فيسعى ليجعله أكثر جمالاً وتقدّماً، ويعمل بجدّ ليخط بإبداعاته درباً بين النجوم ويلامس الشهب ويتربّع على القمم، ويستمر في إبداعه رغم كل الضغوط والإحباط مستمداً قوته من تحدّيه لما يقف في طريق وصوله لإنجاز عمله ونجاحه .
الإنسان قادر على الإبداع
المهندس علي سليمان غانم لديه الكثير من الأفكار والإبداعات والاختراعات القديمة الجديدة في عالم الإلكترونية وتصنيع اللوحات الرياضية الخاصة بالمنشآت الرياضية، التقته مجلة عالم الاختراع والتكنولوجيا والذي بدأ حديثه بالقول : خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أجمل صورة وأكرمه ونعمه، فالإنسان بطبيعته البسيطة يمتلك الكثير من الإبداعات والمهارات التي لا يمتلكها أي مخلوق آخر فلا يوجد إنسان على وجه البسيطة إلا يمتلك مهارة من مهارات الإبداع، بل إن الإنسان بطبعه مبدع في جميع مجالات حياته، والإبداع نوعان : إبداع إيجابي وإبداع سلبي ولكن لا مجال للجانب السلبي في هذا المقام .
الإبداع ليس مجرد كلمة نقولها ونتناولها في مجالسنا التربوية أو الأسرية بل إنها تطبيق عملي لجميع الأفكار الإيجابية التي يمتلكها الإنسان، فهناك الكثير من الإبداعات التي تموت وتندثر بسب الشخص نفسه حيث يقوم بإهمالها وعدم اكتشافها في الوقت المناسب، بل يسعى دائما إلى تحطيم نفسه والتقليل من شانه، فالإنسان قادر على اكتشاف إبداعاته وكذلك اكتشاف إبداعات الآخرين .
في سطور .. انجازات ومشاركات متميزة
المهندس علي سليمان غانم من مواليد 1963 حاصل على الإجازة في الهندسة من جامعة دمشق، شارك في العديد من الندوات العلمية والدورات التدريبية الهندسية ومنها أمن المنشآت الصناعية التي أقيمت في القاهرة، ومدير مشروع محترف(PMP)، و في إدارة أعمال الصيانة في مركز تطوير الإدارة والإنتاجية وفي التحكيم القانوني، وقد حاضر في الرقابة على أجهزة وأدوات القياس لتدفق السوائل بما فيها النفطية لدى هيئة المواصفات والمقاييس، شارك في وضع القرار الخاص بتنظيم إنتاج واستيراد عدادات الوقود الإلكترونية، وشارك في وضع الاقتراحات البديلة لإيقاف العمل بقسائم المحروقات(البطاقة الذكية)ومدير للمشروع ، وأيضاً في آليات الدعم الذكي، وهو أول من طرح فكرة التخاطب اللاسلكي بين حكام كرة القدم (في العالم) وأول من طرح فكرة الكرة الذكية (عالمياً) وهذا موثق في جريدة الثورة 16/11/1997 ومحطة MBC وإذاعة مونتكارلو، وشارك في عدة معارض أهمها معرض المخترعين السوريين و معرض سيفا عام 1997، ومعرض المعلوماتية عام 2001 . وهو رئيس لجنة تدقيق الدراسات والمشاريع المنجزة في شركة المحروقات وله العديد من الأعمال في مزاولة المهنة من خلال تصميم وتصنيع أنابيب الإنارة المرنة وهي مسجلة لدى حماية ملكية رقم 2252، وقام بتصميم وتصنيع لوحات إلكترونية لكافة الألعاب الرياضية منها (لوحات إلكترونية لتبديل اللاعبين ولوحات الكترونية لكرة السلة واليد ولوحات إلكترونية لرفع الأثقال ( للدورة الآسيوية في سورية) ولوحات إلكترونية للكاراتيه (الدورة العربية)وأجهزة إلكترونية مساعدة للتحكيم لكرة السلة- الإشراف وتشغيل وصيانة لوحة قصر الفيحاء الإلكترونية ، وقام بتصميم وتصنيع ساعة شطرنج
من هنا بدأت رحلته مع اللوحات الإلكترونية
لقد بدإت الفكرة منذ عام 1997 حيث كان توقف العديد من اللوحات الإلكترونية في منشآتنا الرياضية واقعاً ملموساً، فكانت الفكرة بأنه ما دام هناك خبرات وكفاءات وطنية موجودة وقادرة على العمل بإخلاص وتفان ولها تجارب ناجحة في الصيانة والتصميم، فقد بدأت فكرة تصنيع اللوحات الإلكترونية الخاصة بالملاعب والصالات الرياضية منذ العام 1997 كحل للأعطال المتكررة في تجهيزات معظم منشآتنا الرياضية والعمل على صيانتها وتحديثها ضمن تحقيق معادلة الجودة مع السعر ( التكلفة الزهيدة) علماً بأن الخبرات الوطنية النشيطة متوفرة بشكلها المبدع، وللإبداع مقوماته الخاصة وله أهداف وغايات تكمن في :
- توفير مبالغ طائلة على الدولة.
- تأمين التجهيزات لكل الصالات والملاعب.
- إمكانية الصيانة والوصول للجاهزية التامة لكافة التجهيزات.
- تشغيل اليد العاملة المحلية من خلال مفاصل التصنيع .
والسؤال الذي طرح نفسه هل اللوحات المصنعة محلياً ملبية للاحتياجات وقادرة على المنافســـــة؟ وهنا يقــول غانم : في عملية التصنيع تم تفادي كافة الثغرات الموجودة في اللوحات ؛ حيث تم التصميم بفصل الدارات عن بعضها بشكل يحصر أي عطل طارئ في دارته فقط دون أن تتأثر بقية الدارات وتبقى اللوحة في جاهزية وعمل ببقيـــة أجزائها.
وأضاف قمت بتصنيع معدات جديدة تخدم الرياضة عموماً وهي بدائل عن الاستيراد من الخارج مثل لوحات التبديل لكرة القدم وأيضاً تصنيع ساعات 30 ثانية لكرة السلة، وقد قمت بتصميم دائرة الاستقبال الفضائي وهي عبارة عن دليل عمل لكافة الفنيين والمستثمرين لصحون الاستقبال الفضائي وهي مسجلة في دائرة حماية الملكية باسمي ومسجل برقم /1/
في وزارة الإعلام، ثم قمت بتصميم
أنابيـــب الإنارة المرئية، وبالنسبة لأهم الأعمال هي لوحات إلكترونية عديدة لألعاب ( السلة - الطائرة- اليد - رفع الأثقال - التنس ...)، ولوحات تبديل اللاعبين بكرة القدم، وأجهزة ثـــــوان لكــــــــــرة الماء و السلة وساعة للشطرنج وجهاز انطلاق للسباحة.
تقنيات كرة القدم ..
كنا السباقين بها
وحول النظم والتجارب الخاصة بكرة القدم يقول السيد علـــــــــي غــــانم بكل فخــــر واعتــــزاز ففي العام 1997كان لي الشرف بأنني أول من طرح فكرة التخاطب اللاسلكي بين حكام كرة القدم ، وبجهود شخصية قمت بالتجارب بنظام التخاطب اللاسلكي بين حكام كرة القدم والكرة الذهبية لعبور الكرة خط المرمى عبر الأشعة (وكما ذكرنا سابقاً هذا موثق بالصحف المحلية ووسائل الإعلام الغربية)، وفي مجالات أخرى كان لي بصمة فيها وهي الإنارة الخارجية ؛ فقد صممت ونفذت التغذية الكهربائية للمعسكرات الطوعية التي لا تستدعي وجود أي فني في التمديد والتركيب بالإضافة إلى إنارة فج معلولا السياحي والمواقع الأثرية.
حالة الإبداع انعكست على مجالات عمله
الإبداع كلمة تلفت الانتباه وإذا سمعناها فإنها تذكرنا بالتميّز والتفرد وتستخدم غالباً للمدح، وإسباغ صفات الذكاء على صاحبها، فإبداعه في الإدارة ولاسيما عند تسلمه منصب مدير فرع دمشق للمحروقات قدم الكثير من الأفكار الجديدة في مجال الإدارة وقيادة فرق العمل وتحسين الخدمات للعملاء، وكل وظائف الإدارة المعروفة، و أحدث نقلة متميزة على مستوى التنظيم، من خلال توليد مجموعة من الأفكار الإبتكارية وتنفيذها من قبل أفراد العمل ومجموعاته
وأشار إلى أن الحالات الإبداعية تنعكس على مفاصل العمل من حيث الآلية والأفكار والحلول والمقترحات من البطاقة الذكية وتطبيقاتها في مجالات الدعم وضبط التوزيع للمحروقات ، وأنظمة الأتمتة في ضبط التسجيل والتوزيع للمحروقات ومشاركته في العديد من اللجان المختصة بذلك.
ونقول إن المهندس علي سليمان غانم أبحر في فضاء الإبداع حيث امتداد الأفق ورحابته، لم يرضَ أن يقف في مكان واحد بل اندفع ليشق لنفسه طريقاً بين المتميزين، وسعى بخطوات واثقة وبمنهج صحيح إلى تحقيق ما صعب على الآخرين تحقيقه، مثبتاً للجميع أنه لا نهاية لطموح المبدع وأن المبدعين يستمرون في العمل والابتكار ليروا العالم أكثر جمالاً وتقدماً.
لابد من كلمة
لا أمر يؤجل.. فالعمل الجاد والدؤوب سمة بارزة يتمتع بها السيد علي سليمان غانم, وهو يرى أن الـ 24 ساعة غير كافية لإنجاز ما يود إنجازه, فان مصلحة الوطن هي الغاية العامة و الأهم, فهنالك أفكار حول عدة براءات اختراع تتعلق بعمليات التتبع والرصد والإنارة عبر الطاقة الشمسية، لهذا نتوقع النجاح والمزيد من الإبداع و الابتكار .