كتب أيمن قحف
مروان عرفات شهيداً!!!
هكذا تنتهي حياة الرياضي والإعلامي والمربي الكبير!!!
هكذا "تنتصر"الثورات في وطني..
هكذا نكرم الأخلاق في وطني..
هكذا نكافئ الرجل الوحيد الذي رفع رأسنا في بطولة رياضية كبرى!!
اليوم لا أرثي الدكتور مروان عرفات كمواطن عرفه وعرف أخلاقه وإنجازاته, ويعرف كم هي خسارتنا كبيرة برحيله، وبهذه الطريقة الجبانة فحسب، ولكنني أرثيه أيضاً كنبراس يعود إليه الفضل في أنني هنا، في هذه المهنة ،وربما بهذا الحضور أيضاً!!
آخر مرة لمحته منذ أشهر،على شارة مرور أظنها قرب مشفى ابن النفيس، كان معي في السيارة صديق، قلت له: هل ترى هذا الرجل في السيارة الأخرى؟ إنه سبب وجودي هنا، وبقلمه خط مستقبل حياتي اليوم منذ كنت طفلاً!!!
استغرب صديقي الذي يظن أنه يعرف كل شيء عني،وسألني عن الحكاية،وهأنذا أعيدها اليوم لكم ولكن لم يعد مروان عرفات موجوداً أمامي على الجانب المقابل من الشارع!!!
كنت طفلاً في الصف السادس الابتدائي، وكنت أعشق الرياضة وأتابع أخبارها بشغف، لم تكفني إذاعة دمشق أو لندن في راديو والدي الذي كنت أستعيره منه ولا التلفزيون السوري ، فاشتريت لأول مرة صحيفة"البعث" بربع ليرة كانت مصروفي اليومي ومن يومها لم أعد أشتري البسكويت والفول واستبدلتها بالصحيفة!
كان هذا في عام 1981 وبدأت أتابع صفحتها الرياضية،وكان رئيس القسم الرياضي فيها مروان عرفات، تعلقت بالاسم وتعلقت بالصفحة وفيما بعد تعلقت بالصحيفة وأخيراً بالمهنة....
منذ كان عمري 12 عاماً صار جوابي على السؤال التقليدي:ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ أقول:صحفي..
عندما حصلت على الثانوية بمجموع يؤهلني لأي اختصاص لم أتردد لحظة، سأدرس الصحافة..
في السنة الثالثة قررت أن أبدأ ممارسة المهنة، من أين أبدأ؟ جواب وحيد أيضاً:جريدة البعث!
بدأ عملي مبكراً ومن ثم تخرجت من الجامعة ،وعملت في "البعث" كان مروان عرفات قد رحل عنها منذ سنوات لكن بقي ظله الطويل فيها، تعرفت عليه، وكم فرح عندما أخبرته ذات يوم بدوره في رسم صورة حياتي..
كنت ألتقيه في مناسبات عديدة،وبقي دائماً الرجل المحترم الرياضي الإعلامي الذي يمكنك أن تعتبره مثلاً أعلى عليك فعل الكثير لتقترب من صفاته الطيبة..
أدار المعهد الرياضي بكفاءة قل نظيرها،بقي في الإعلام الرياضي علماً لا يشق له غبار،وبقيت إنجازاته في عالم الرياضة السورية "يتيمة" لم يقدر أحد حتى اليوم أن يكررها..
هنيئاً له الشهادة..نعزي أنفسنا برجل لا يتكرر أمثاله كثيراً،أنعي ملهمي الذي أدخلني عالم "صاحبة الجلالة"..
وأقول لمن قتله،إذا كان يقرأ أصلاً:انظر إلى المرآة اليوم،هل سترى فيها بطلاً وثائراً ومعارضاً شريفاً،اسأل ابنك أو أمك أو أباك ما رأيهم بمن يقتل مربياً رياضياً وإعلامياً شريفاً؟
لن ترى سوى صورة مجرم لعنه الله إلى يوم الدين..
أما من قتلت فهو شهيد عند ربه،و ذكرى طيبة لا تموت في قلوبنا جميعاً..
كيف قضى الشهيد عرفات؟
تقول سانا:
في إطار استهدافها للكفاءات الوطنية قامت مجموعة إرهابية مسلحة مساء أمس باغتيال الدكتور مروان عرفات الرئيس الأسبق لاتحاد كرة القدم والمحاضر الآسيوي بكرة القدم خلال عودته من الأردن بين مركز نصيب الحدودي وبلدة الطيبة بريف درعا ما أدى إلى استشهاده وإصابة زوجته بجروح خطرة.
ونعى الاتحاد الرياضي العام الشهيد الدكتور عرفات مؤكدا أن اغتياله خسارة للرياضة السورية حيث فقدت علما من أعلامها المميزين بالأخلاق والسمعة الطيبة والعمل الدؤوب.
وقال اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام لمندوب سانا الرياضي إن كل الرياضيين والمؤسسات الرياضية فقدت أحد أبرز رجال الرياضة في سورية مشيرا إلى أننا كلنا جزء من هذا الوطن ونحن جميعا جاهزون لتقديم دمائنا لتبقى سورية بلد العزة والكرامة.
وأوضح جمعة أن كل الرياضيين مشروع شهادة في وجه المؤامرة التي تستهدف وحدة سورية وشعبها ونحن نعزي أنفسنا والأسرة الرياضية كما نعزي أسرته الصغيرة لأن فقدانه خسارة لنا جميعا.
يذكر أن الدكتور مروان عرفات شغل منصب عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام واللجنة الأولمبية ثلاث دورات انتخابية متتالية من عام 1982 وحتى 1996 كما ترأس اتحاد كرة القدم مرتين وحصل المنتخب السوري في عهده على بطولة كأس آسيا للشباب عام 1994 في أندونيسيا وهو محاضر في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهو رئيس الدائرة الرياضية في اذاعة سورية الغد وله زاوية أسبوعية في صحيفة الرياضية وقدم العديد من المحاضرات في المحافل المحلية والعربية والعالمية.