سجلت مخالفات الشؤون الصحية في أسواق العاصمة دمشق رقماً قياسياً كبيراً يحصل للمرة الأولى وصل فيها حجم الضبوط المنظمة من عناصر المديرية إلى أكثر من 11 ألف ضبط في غضون 9 أشهر، وذلك حسبما كشف عنه مدير الشؤون الصحية في المحافظة قحطان إبراهيم.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشف إبراهيم أن نصف المواد المضبوطة هي مواد منتهية الصلاحية من إجمالي عدد المخالفات المسجلة منذ بداية العام، مع تشدد المديرية في التعامل مع المخالفات لما تسببه من أضرار صحية، ولاسيما المخالفات الجسيمة التي لا تهاون معها على الإطلاق.
وأكد مدير الشؤون الصحية أنه تم ضبط العديد من مخالفات «نتر الفروج» وتم تسجيل ضبط مخالفة وصل إلى 6 أطنان، مشيراً إلى انخفاض انتشار اللحوم «المهربة» مقارنة مع الفترة السابقة، ومضيفاً: لا يوجد أي دليل على هذه اللحوم، ولاسيما أنها مجهولة المصدر، لذا يتم إتلافها من المديرية وهناك تشدد بالتعامل معها.
وقال: يسمح للمحال بفرم اللحوم حتى 2 كيلو فقط «لحمة ناعمة»، مضيفاً: إن تبرير انقطاع الكهرباء وتأثيره في عمل العديد من المحالف يدفعهم إلى فرم اللحوم أكثر من الكمية المسموح بها، منوهاً بوجود مراقبة يومية مستمرة على عمل جميع المحال للتأكد من سلامة الأغذية.
في سياق متصل، صدر قرار بمنع استخدام «زيت النخيل» في المطاعم الشعبية «الفروج والشاورما والفلافل».
وأكد إبراهيم أن المادة غير سامة، مضيفاً: لكن لم نصل إلى مرحلة في سورية يتم القلي فيها بزيت النخيل الذي يتحول خلال وقت قصير ليصبح لونه أسود كالفحم، وخاصة أن هذه النوعية من الزيت تتحمل حرارة شديدة جداً، كما أن حرقه بطيء وهناك عدد من محال الفلافل تضيف الزيت على الزيت من دون أي تبديل له.
واعتبر أن القرار جاء بعد الشكاوى الكثيرة المسجلة، وخاصة على محال البروستد خلال الفترة القليلة الماضية، مشيراً إلى ظهور مخاوف ترتبط بانتشار طبقة بيضاء تسمى «ديون النخيل» بحاجة إلى درجة حرارة 40 حتى تحل بالجسم، لذا فهناك مخاوف كبيرة.
وأشار إلى أن هناك تشدداً في هذا الموضوع، وخاصة أن هذه النوعية أرخص بـ3 أو 4 أضعاف مقارنة مع بقية أنواع الزيوت، علماً أن قرار سابق للتجارة الداخلية وحماية المستهلك طلب التقيد بمضمون المواصفة رقم 3770 لعام 2019 الخاصة بالزيوت النباتية والتي تطبق على كل الزيوت المعدة للاستعمال الغذائي ومنها زيت جوز الهند، ولاسيما أن المواصفة أشارت إلى أن زيت النخيل فقط مشار إليه بالرمز rbd والمورد ضمن عنابر أو سفن تعتبر غير صالح للاستهلاك المباشر وهو بحاجة إلى تكرير ضمن منشآت متخصصة بتكرير الزيوت النباتية قبل استخدامه لأغراض تصنيعية غذائية.
ولفت إلى أن التعميم يشمل المحال الشعبية «البروستد – الفلافل»، وخاصة أن المحال تحصل على سعر المنتجات على أنها تستخدم أنواعاً أخرى غير زيت النخيل، ذاكراً أن هناك مخالفات مسجّلة من تموين دمشق.
وأضاف: إنه لا يوجد أي مشاكل مع أي تاجر على الإطلاق، وإنما تم إيقاف استخدام الزيت بناء على شكاوى كثيرة واردة واعترافات من أصحاب المحال أنفسهم بظهور طبقة بيضاء، ذاكراً أن هناك التزاماً من جميع المحال بموجب القرار أو التعميم الصادر.
وأشار مدير الشؤون الصحية إلى أنه لا تهاون مع مخالفات انتشار القوارض «المتكررة» أو القذارة، مؤكداً ضبط مخالفة جسيمة تعود لانتشار «صراصير» كبيرة أشبه بالفئران في أحد محال اللحوم.