برزت خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك عدة مبادرات تعكس صور التكافل بين أفراد المجتمع، انطلاقاً من الحملة التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحت عنوان «تشارك بالخير» بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية لتقوم الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية بدورها بدعم مقدم من «الأيادي البيضاء».
وتم رصد عدد من المبادرات القائمة على أرض الواقع بعناوين اجتماعية مختلفة الهدف منها التركيز على الأسر المحتاجة والأشد فقراً خلال الشهر الفضيل، بهدف نشر الخير والمحبة والعطاء من دون مقابل.
وأكد رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة سورية بتجمعنا رامي الحلبي، العمل على تقديم السلل الغذائية والجواكيت الشتوية للأسر الأكثر هشاشة إضافة إلى الأسر التي لا معيل لها في محافظات دمشق وريف دمشق واللاذقية، علماً أنه تم البدء عبر فرع المؤسسة في اللاذقية، بتقديم السلل الغذائية للأسر الأكثر حاجة في محافظة اللاذقية، على أن يبدأ اليوم الأحد التوزيع في كل من دمشق وريف دمشق.
وحسب الحلبي يأتي ذلك إيماناً بأهمية التكافل الاجتماعي وضمن حملة رمضان بيجمعنا المستمرة للسنة الثالثة عشر على التوالي، مبيناً أن الحملة يشارك فيها أكثر من 60 متطوعاً من مؤسسة سورية بتجمعنا، سيقومون بتقديم أكثر من ٢٥٠٠ سلة غذائية و٥٠٠٠ جاكيت شتوي للكبار والأطفال.
وأضاف الحلبي: يتم تقديم المواد حسب قائمة الاحتياج وبشكل منظم، ووفق الأوليات الموجودة على أرض الواقع وقاعدة البيانات التي ينظمها متطوعو المؤسسة في المحافظات المذكورة ليكون رمضان شهر خير وتطوع وتعزيز للعلاقات الاجتماعية بأشكالها كافة بين أبناء الوطن.

حبة بركة
هذا وأطلقت «جمعية جذور» مشروع حبة بركة لمساعدة الفئات المحتاجة، وهو عبارة عن مطبخ ميداني عملت عليه الجمعية بقصد تحضير وتوزيع وجبات الإفطار للأسر المحتاجة في الشهر الفضيل، ولاسيما أن هدف المشروع ينطلق من إحياء فكرة سكبة رمضان بهدف نشر المحبة وتعزيز التكافل الاجتماعي وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن الأسر المحتاجة.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكدت رئيسة مجلس إدارة الجمعية خلود رجب استمرار المشاريع الاجتماعية التي تقوم بها الجمعية بالوقوف إلى جانب المحتاجين، عبر استهداف فاقدي الرعاية الاجتماعية والقيام بمبادرات بالوقوف إلى جانب عمال النظافة والمسنين وعائلات الأشخاص ذوي الإعاقة والأيتام.

وأشارت رجب إلى إقامة خيمة رمضانية تتسع لـ50 شخصاً، يقدم لهم 50 وجبة يومياً، يقوم متطوعو الجمعية بتحضيرها ضمن فريق عمل منظم ومقسم يعمل بروح واحدة لمساعدة أكبر عدد من المحتاجين.

وأكدت رئيس مجلس إدارة الجمعية أنه من المقرر توزيع نحو 1000 وجبة خلال الشهر الفضيل، ولكن هذا الرقم ليس ثابتاً ويرتبط بحجم التبرعات التي تحصل عليها الجمعية من الأيادي البيضاء.

كما نوهت بالعمل على توزيع عدد من السلل الغذائية بشكل يومي بحوالي 50 سلة وسطياً لتوزيعها على الأسر المحتاجة، انطلاقاً من تعزيز العمل التشاركي بين جميع المؤسسات والجمعيات على اختلافها بهدف الوصول إلى لوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين.

ولفتت رجب إلى القيام بمبادرة ليوم واحد خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان تتضمن توزيع 400 وجبة تستهدف عدة شرائح مثل دور المسنين والأيتام.

وعن الهدف من إقامة المطبخ في مطعم سوسيت، نوهت رجب بالعمل على دمج الشباب «متلازمة داون» في المجتمع وتعريفهم بأهمية المسؤولية المجتمعية، مضيفة وجود خطة لدمجهم، ولاسيما أن جمعية جذور لديها برنامج للتربية الخاصة للإعاقة الذهنية، بحيث يوجد مركز لمجهولي النسب لذوي الإعاقة بالشراكة مع الوزارة، إضافة إلى مشروع «سوسيت» والذي من خلاله يقدم خطة دعم كاملة لهذه الشريحة.

وأشارت رجب إلى وجود 100 متطوع لدى المؤسسة من مختلف شرائح المجتمع مع وجود عدد من طلبة الجامعات.

فيكم الخير

وأكدت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة أهل الشام ميساء رسلان، إطلاق مبادرة «فيكم الخير» بالتعاون مع جمعيات تنموية خلال شهر رمضان بهدف تمويل مشاريع تحقق استدامة غذائية.

وأشارت إلى مشاركة جمعيات عديدة في مختلف أنحاء سورية، كل جمعية قدمت مجموعة من المشاريع لدعمها خلال رمضان، وبالتالي تقديم الدعم لمشاريع عدة على مدار العام، منوهة بالدعم المقدم من الأمانة السورية للتنمية.

مطبخ أهل الخير

وفي السياق أطلقت مؤسسة «جيلنا» بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومحافظة دمشق وغرفتي الصناعة والتجارة ولجنة التنمية في حي الشاغور، مبادرة مطبخ أهل الخير للسنة الرابعة على التوالي ضمن حملة «تشارك بالخير» بهدف تأمين وجبات الطعام للأسر المحتاجة في الحي طوال شهر رمضان المبارك، عبر متطوعي الجمعية المقدر عددهم بحوالى 280 متطوعاً من طلبة الجامعات والمجتمع المحلي، منهم فريق مكون من 18 شاباً وشابة يعملون ضمن خطة منظمة بعد اتخاذ كل الإجراءات الصحية من نظافة وتعقيم للحفاظ على الطعام بجودة عالية.

وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية نجيب حاج بكري، القيام بمبادرات من مختلف الجمعيات والمؤسسات العاملة بما يعكس الموروث الاجتماعي وتكاتب المجتمع والدور الملموس للمجتمع الأهلي.

وبين حاج بكري توزيع الوجبات لـ1000 شخص يومياً، ضمن قوائم توزيع للأسر في المنازل، منوهاً بأن المؤسسة تتلقى الدعم من أصحاب الأيادي البيضاء والمتطوعين وعدد من المغتربين وأهالي الحي الذين يقدمون تبرعات عينية ومادية تسهم في تخفيف جزء من الأعباء المادية عن الأهالي في الشهر الفضيل.

هذا وتؤكد الجمعية في بيان لها، حرص جيل الشباب على استمرار التذكير بالعادات والتقاليد التي تجسد الجود والأصالة في أبناء المجتمع السوري ولاسيما أن سنوات الحرب صقلت الشباب السوري الذي تعلم منها الكثير وبات يمتلك الخبرة في الأعمال الخيرية والتطوعية.