افتتح المجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد اجتماعات أعمال دورته الثالثة والأربعين برئاسة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية ورئيس المجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، في العاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
ويشارك في الاجتماعات، عدد من وزراء الزراعة العرب ورؤساء وفود الدول العربية أعضاء الدورة (الأردن، السعودية، الصومال، فلسطين، الكويت، لبنان، ليبيا) وبحضور ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وأعرب معالي الوزير البيئة والمياه والزراعة، في كلمة له خلال الافتتاح، إن التغيرات المناخية السلبية، والفجوة الغذائية المتوسعة، والعجز المائي المتزايد، إضافة إلى انتشار التصحر في المنطقة العربية، يفرض علينا العمل على تحقيق تضافر وتكاتف وترابط جهود الخبراء والباحثين العرب لمعالجة هذه القضايا الملحة.
وأشاد بجهود المركز العربي (أكساد)، وبالدور الذي يلعبه من خلال محطاته البحثية ومشاريعه وأنشطته في مختلف مجالات عمله في المناطق الجافة وشبه الجافة العربية، والذي يسهم بكل جدية ومسؤولية في تطوير الموارد الطبيعية والبشرية في هذه المناطق واستثمارها بالشكل الأمثل، بما يعزز الأمن الغذائي في الوطن العربي.
بدورها ، أكدت الدكتورة علا البدري ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن الجامعة تعتبر أكساد في طليعة منظمات العمل العربي المشترك.
وأشارت إلى أن المركز استطاع خلال السنوات الأخيرة مدَّ جسور عمله وخبرته إلى مناطق في وطننا العربي لم يعمل بها سابقاً، وتنفيذ أنشطة فيها لم تكن معروفة لديها، وتعزيز وتمكين خبرائه في العمل بما يتناسب وحجم العمل الجديد، مما أكسبه سمعة طيبة جداً على المستويين العربي والدولي.
من جانبه، أشاد سعادة المدير العام للمركز العربي (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد، بالدور الرائد الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في لم الشمل العربي، وتعزيز العمل المشترك، معتزاً بالرؤية الصائبة، التي تنتهجها المملكة، والذي توّج مؤخراً بنجاحها الباهر في عقد القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين، والتي كانت بحق قمة لمّ الشمل، إضافة إلى تميز المملكة بالرؤى الحضارية والمتمثلة بـ (السعودية 2030، مشروع الشرق الاوسط الأخضر – السعودية الخضراء – ومدينة المستقبل نيوم......وغيرها)، والتي تعتبر مثلاً يحتذى به على مستوى المنطقة والعالم...
وأشار إلى أن اجتماعات المجلس التنفيذي لأكساد بدورته 43 تنعقد في ظروف بالغة الدقة والصعوبة تواجه دولنا العربية، خاصة التغيرات المناخية القاسية في السنوات الأخيرة، وشح المياه، وبروز الازمات العالمية، وما تؤثره مجتمعة على العملية الإنتاجية واستدامة الغذاء، مما يضع على كاهلنا جميعاً كدول عربية تحديات كثيرة نحو تحقيق الامن الغذائي والمائي، والذي هو جزء لا يتجزأ من الامن القومي العربي.
وأشار إلى المشروعات التنموية التي ينفذها أكساد في الدول العربية وخاصة في مجالات مكافحة التصحر وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة والحد من الكثبان الرملية، ونشر تقانات استعمال المياه العادمة والمالحة والمعالجة في الزراعة،ومشروعاته المائية الرائدة في الدول العربية باستعمال التقانات الحديثة كالنمذجة الرياضية، ونظم دعم القرار في إدارة الموارد المائية، وتنفيذه العديد من مشاريع حصاد مياه الأمطار في معظم الدول العربية.
وأكد على أن المركز العربي أكساد قد أولى الأهمية اللازمة والمتابعة المستمرة لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية الهامة، ونتيجة للثقة المتزايدة بعمل أكساد تم تكليف أكساد من القمة العربية في دورتها 31 في الجزائر بتنفيذ 4 مشاريع تنموية مهمة في عدد من مجالات عمله.
واشارإلى أن المركز العربي "أكساد" قد استطاع تنفيذ خطة عمله السنوية خلال العام 2022، ببرامجها وأنشطتها بالكامل، وعمل على توسيع مروحة التعاون مع المراكز البحثية والمؤسسات والهيئات والمنظمات العربية والإقليمية والدولية، ومؤسسات وصناديق التمويل، وتنفيذ 32 مشروعاً ونشاطاً في مجال عمله كبيت خبرة عربي متميز ساهمت في دفع مسيرة التنمية الزراعية العربية.
والجدير بالذكر أن المجلس التنفيذي لأكساد يناقش عدداً من المذكرات المقدمة حول تقرير تقدم العمل لعام 2022 وعمل المركز العربي كبيت خبرة وتقارير هيئة الرقابة المالية ومفتش الحسابات، إضافة إلى المواضيع العلمية والتقنية التي من شأنها المساهمة الفعالة في تحقيق الأمن الغذائي العربي، وبما يدعم أكساد لتنفيذ خطط عمله وبرامج إداراته المختلفة، سواء في مجال الموارد النباتية أو الثروة الحيوانية أو الموارد المائية أو إدارة الأراضي واستعمالات المياه أو الاقتصاد والتخطيط، وإجراء الاختبارات