وصلت إلى مطار دمشق الدولي ظهر اليوم أولى رحلات الخطوط الجوية الفنزويلية قادمة من مطار العاصمة كاراكاس إيذاناً بعودة حركة النقل الجوي بين البلدين المتوقفة منذ نحو 12 عاماً.
وحملت الرحلة على متنها 102 راكب، بينهم وزير النقل الفنزويلي رامون بيلاسيكز أراغويان يرافقه نائب وزير الخارجية وعدد من الإعلاميين والمسؤولين الفنزويليين وسياح ورجال أعمال.
وكان في استقبال الطائرة وزير النقل المهندس زهير خزّيم والمعنيون بقطاع النقل الجوي، ومن وزارة الخارجية والمغتربين عضو مجلس الشعب رئيس اللجنة البرلمانية السورية الفنزويلية معين نصر والسفير خليل بيطار مدير إدارة أمريكا في الوزارة.
وفي تصريح للصحفيين أكد الوزير خزيم أن عودة الطيران الفنزويلي الى مطار دمشق الدولي بعد توقف دام 12 عاماً هي بداية لتعزيز العلاقات الاقتصادية وبناء جسور جديدة، وإعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة في مجال النقل والبحث عن تعزيز أنماط جديدة وإيجاد فرص استثمارية جديدة بما يسهم في تعزيز السياحة بين البلدين ونقل المواطنين الفنزويليين من أصول سورية إلى وطنهم الأم، ومن سورية إلى فنزويلا، إضافة لإيجاد الصيغ والمخارج لتحسين كل ما هو مطروح ويفيد الشعبين الصديقين.
وأشار خزيم إلى أن سورية وفنزويلا ستتابعان سوية كسر الحصار مع باقي الأصدقاء وإيجاد الصيغ للتعاون المشترك بمجال الطيران ومستلزماته وتبادل الخبرات فيما بينهم بما يكفل إيجاد حلول سريعة أمام هذا الحصار.
من جانبه وزير النقل الفنزويلي بين أن هذا الخط الجوي يعكس إرادة قيادتي البلدين ورغبتهما في العمل على إعادة الوصل بين البلدين على جميع المستويات، وسيكون صلة وصل لإعادة التواصل العائلي والاجتماعي بين كلا البلدين.
وقال إن هذا التقارب اليوم يعكس رغبة الرئيس نيكولاس مادورو والشعب الفنزويلي لنكون أقرب دائماً لأخوتنا وحلفائنا وأصدقائنا عن طريق التواصل الجوي بين البلدين ونحن جاهزون للتواصل والتشبيك بين السوريين والفنزويليين في هذا الخط، مؤكداً أننا أفشلنا كافة الأكاذيب والتشويهات الإعلامية التي يحاولون بثها للتأثير على استئناف هذا الخط بين دمشق وكاراكاس.
ولفت أراغويان إلى أنه بإرادة كلا الشعبين واستقلالهما نثبت للعالم أن هدفنا هو تعزيز وتطوير كل وسائل التواصل بين الشعبين والبلدين بما يعكس رغبتهما في المضي قدما في توطيد أواصر الأخوة والصداقة، مضيفاً: إن وفداً سياحياً وإعلامياً وشخصيات اجتماعية مؤثرة سيبقون لفترة زمنية في دمشق لينقلوا حقيقة الوضع وحقيقة هذا الشعب السوري العظيم.
بدوره السفير الفنزويلي بدمشق خوسيه بيومورجي موساتيس بين أنه تم العمل بشكل حثيث لاستئناف هذه الرحلات التي تشكل جزءاً أساسياً من تطلعات البلدين وعملهما المستمر لتجاوز العقوبات والحصار الذي يفرضه علينا عدونا المشترك وهي خطوة أولى فقط، وستكون هناك خطوات قادمة في المستقبل القريب لتوطيد وتعزيز العلاقات بين البلدين.
السفير بيطار أكد أن العلاقات السياسية بين فنزويلا وسورية مميزة و متجذرة تاريخياً منذ زيارة القائد الراحل هوغو تشافيز لسورية عام 2006 والزيارات التي تبعتها وزيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى كاراكاس في عام 2010، حيث تطورت هذه العلاقات بشكل كبير وخاصة السياسية التي نأمل أن ترتقي العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستواها.
وأضاف: لدينا جالية تقدر بنحو مليون سوري ومتحدر من أصل سوري، وعودة هذا الخط ستمكن الكثيرين منهم من زيارة الوطن الأم، وستكون فرصة في مجال التبادل التجاري والثقافي وكل المجالات وستكون هناك رحلة كل 15 يوماً، ومن المنتظر أن تصبح مرة كل أسبوع قريباً.
معين نصر رئيس اللجنة البرلمانية السورية الفنزويلية قال نحن سعداء بوصول أول طائرة للخطوط الوطنية الفنزويلية بعد غياب بسبب الحصار الجائر بحق الشعبين السوري والفنزويلي، مضيفاً: نتمنى من المعنيين في البلدين العمل على تحديد مواعيد ثابتة للرحلات للارتقاء بالعلاقات التجارية والاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية.
مدير الطيران المدني السوري المهندس باسم منصور قال: هذه الرحلة ترجمة لاتفاقيات النقل الجوي بين البلدين والعلاقات الطيبة بين الشعبين وهي رحلة أولى، وتفعيل الخط الجوي بين سورية وفنزويلا يسهل حركة النقل بين البلدين وحركة المواطنين والمغتربين في فنزويلا والحركة التجارية والصناعية والعلاقات بين الجانبين.