طالب 92 شاباً وشابة من عشر دول عربية بكسر الحصار ورفع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب عن سورية التي أثرت على إمكانيات البلاد في معالجة تداعيات كارثة الزلزال.
وخلال أعمال الملتقى الشبابي العربي التضامني الذي يستضيفه الاتحاد الوطني لطلبة سورية ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة على مدى ثلاثة أيام تحت عنوان «معاً لإنهاء الحصار والعقوبات الظالمة على سورية» ناشد الطلبة المنظمات الدولية للتحرك السريع والضغط على الحكومات لإنهاء الحصار، وتقديم المساعدات الفورية لسورية للتخفيف من آثار الزلزال والحصار المفروض عليها، ودعم ومساندة الحالات الإنسانية.
وأكد المشاركون في الملتقى ضرورة الإنهاء الفوري للحصار المفروض على سورية وشعبها منذ 12 عاماً، علماً أن الملتقى ينعقد في ظروف استثنائية جراء الزلزال الذي ضرب البلاد وأحدث أضراراً كبيرة على المستويين الإنساني والمادي.
هذا ونوهت رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان لـ«الوطن» بأهمية ودور طلبة سورية في الاستجابة الإنسانية لتداعيات الزلزال، لافتة إلى الجهود النوعية في مواجهة كارثة الزلزال وما خلفته من أضرار بشرية ومادية كبيرة، ناهيك عن التأثيرات النفسية.
وأكدت سليمان أنه سيكون هناك برامج عمل تنفيذية لكل وفد ضمن بلده يشرح فيه أثر العقوبات ويضع آليات رفعها ودحضها، داعية لاستثمار وسائل الإعلام بمختلف أنواعها بين شرائح الشباب وشرح أثر هذه العقوبات والتواصل مع الشباب السوري. وقالت: قدمنا أمام الوفد عرضاً حول الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على سورية منذ عام 1979 وحتى تاريخه، معتبرة أن من المهم النظر إلى آثار الزلزال والحرب على سورية برؤية واحدة شاملة.
كما لفتت إلى أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والأهلية السورية وبين المنظمات الدولية التي تعمل على الأرض، وتنسيق الجهود والإمكانيات ضمن إطار الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى مرحلة التعافي المبكر بما يضمن عودة الناس في المناطق المتضررة إلى حياتهم وأعمالهم.
كما نوهت سليمان بالدور المهم في الوقفات التضامنية في الخارج وضرورة مواصلة التنسيق والتعاون مع الجميع خاصةً في رفع العقوبات المفروضة على شعبنا، ذاكرة أن إمدادات الدول العربية لإغاثة المتضررين من الزلزال في سورية شكلت صورة مشرفة بالوقوف إلى جانب الشعب السوري.
وفي كلمة لها خلال الملتقى الحواري الذي عقد في قاعة رضا سعيد، قالت سليمان: إن اتحاد الطلبة واتحاد شبيبة الثورة وغيرها من المنظمات الشعبية والأهلية كانوا في خط الدفاع الأول مع قوات الدفاع المدني وغيرها من الجمعيات المعنية بإزالة الأنقاض وإنقاذ الأرواح نتيجة للزلزال.
مضيفةً: إن سورية معرضة للحصار عبر التاريخ نتيجة مواقفها تجاه القضايا العربية وأولها قضية فلسطين لأنها بوصلة سورية كما أنها بوصلة العرب لافتة إلى الحضور والموقف المشرف للكثير من الدول العربية التي وقفت إلى جانب سورية وقدمت دعمها المادي والمعنوي مؤكدة عمق الموقف التضامني العربي. وتابعت: إن الحصار والحرب المفروضة على سورية هما نتيجة مواقفها ومساندتها الدائمة لكل قضايا الأمة العربية، وإن اجتماع أبناء الأمة العربية اليوم في سورية يعبر عن تعاضدهم معها، مضيفة: «آن الأوان لتوحيد جهودنا لكسر الحصار لأن ما يحدث في سورية جريمة بحق الإنسانية».
هذا وتضمن الملتقى حوارات ولقاءات وزيارات وجولات، ويعتبر الثالث بعد انعقاد ملتقيين في لبنان، ويحرص كل عام على إبراز قضية من قضايا الأمّة، ولاسيّما القضية الفلسطينية وما يتصل بها من قضايا، وذلك وفق المشرف العام على الملتقى عبد اللـه عبد الحميد، وفي كلمة رئيس منظمة اتحاد شبيبة الثورة سومر ظاهر، أكد أن الملتقى فرصة لإيصال رسالة الوفود الطلابية العربية بالمطالبة برفع الحصار عن سورية، والوقوف إلى جانب الشباب السوري في محنة الزلزال التي تعرضت لها البلاد بعد 12 سنة من الحرب الإرهابية، فسورية اليوم تواجه تداعيات الزلزال بأقل الإمكانيات والموارد نتيجة الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة عليها.
ولفت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد عمر الجباعي إلى أن سورية تفخر بهذا الجمع العربي المميز من الطلبة والشباب العربي القادمين إليها على نفقتهم الشخصية وهي تمر في ظروف استثنائية لتقديم الدعم والتضامن معها، معتبراً أن هذا الأمر يؤكد أن العروبة ما زالت بخير وأن سورية تشكر وتثمن ذلك.