سيريانديز- دريد سلوم
منذ اليوم الأول الذي تلا فاجعة الزلزال الذي ضرب سورية فجر 6 شباط عند الرابعة والنصف فجرا وراح ضحيته حسب آخر احصائية لوزارة الصحة 1414 وفاة و2357 إصابة ، بدأت الدول الصديقة والشقيقة القريبة والبعيدة بالتهافت لمد يد العون والمساهمة ما أمكن في تخفيف أثار هذه الفاجعة ،في صورة تجسد العمل الانساني بأوسع معانيه بعيداً عن أية اعتبارات أخرى ،فالإنسانية لا تتجزأ ولاتقف عند حدود ،وهذا مالمسناه على أرض الواقع من خلال حجم الدعم المقدم من قبل العديد من الدول التي بدأت طائراتها في الهبوط في المطارات السورية الثلاث.
واللافت في الأمر أنه خلال أيام معدودة أمت المطارات السورية 118طائرة بحسب آخر احصائية لليوم، لحظة اعداد هذه المادة ،تصدرت الامارات العدد الأكبر منها بـ36 طائرة وهي مستمرة بإرسال المساعدات يومياً بحسب تصريح مدير عام الطيران المدني المهندس باسم منصور ، تلتها العراق ب11 طائرة وليبيا بن غازي 9 طائرات سورية وواحدة من ليبيا طرابلس ويليها ايران ب7طائرات ومثلها الجزائر وخمس طائرات من عمان وتراوحت عدد الطائرات الواصلة من باقي الدول بين 4 طائرات وطائرة واحدة وللإنصاف فقد وصلت هذه الطائرات من دول (كازخستان- بيلاروسيا- روسيا- الاردن - مصر- الصين- ارمينيا- اليونسيف- السعودية-باكستان-فنزويلا – تونس-الهند-السودان-الشيشان – منظمة الصحة العالمية- اليابان)،وجميعها محملة بمساعدات نوعية كالمشافي الميدانية والأجهزة الطبية وكراسي الأطفال، والمساعدات الغذائية، وتوجهت أغلبها للجرحى والمصابين، كما أن معظم الدول تجدد أذونات تحميل مساعدات إلى سورية.
وهذا ما أكده منصور والذي توقع وصول 10 إلى 12 طائرة اليوم ، وهو الرجل المتابع على مدار الساعة دون كلل أو ملل مع طاقمه المميز بجهودهم الجبارة والتي اثمرت عملاً لايمكن أن نتجاهله عند الحديث عن الانجازات والبصصمة المميزة التي تترك أثراً طيباً.
هي صورة تعيدنا بالذاكرة لما قبل الحرب أثبتت خلالها مطاراتنا السورية بطواقمها وتجهيزاتها قدرتها الكبيرة و جدارتها على استيعاب حركة هذه الطائرات وتفريغ حمولاتها بكفاءة عالية حيث نفذ مطار دمشق 47 رحلة ومطار حلب 38 رحلة ومطار اللاذقية 27 رحلة ،إلى جانب كونها صورة مشرفة للعمل الانساني الذي خفف الكثير الكثير من معاناة المتضررين جراء هذا الزلزال على أمل أن تتحرك الدول التي فرضت علينا عقوبات جائرة مجحفة ، لرفع المعاناة عن الشعب السوري ككل والغاء هذه العقوبات وليس تعليقها لغاية آب الجاري وقوننتها بشكل أقرب مايوصف بالمحدود.
وهنا لاننسى أن نرفع القبعة لكل الدول التي بادرت ووقفت هذا الموقف الإنساني المشرف مع سورية لتخفيف معاناة المتضررين والوقوف مع الدولة السورية ومؤازرتها في رفع الانقاض وتقديم الدعم اللوجستي والاغاثي بكل مايجسده من معاني مع أملنا أن تنتشر هذه الانسانية وربما تصيب بالعدوى من يتسببون بآلام للشعوب .