كتب أيمن قحف (مستشار وزير السياحة):
تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بمنشورات تحمل الحزن والحسرة على اغلاق سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية تمهيداً لترميمها .. ولا ننكر حق الجميع في التعبير عن مشاعره وحزنه ، فالمكان جزء أصيل من الذاكرة السورية والدمشقية ، وقبل الخوض في التفاصيل أود طرح سؤال بسيط : من قال لكم أننا لم نحزن نحن أيضاً؟ السوق هو منتج لوزارة السياحة؟ وولد جميل بهي الطلعة يسكن بجوار المبنى التاريخي للوزارة ، هل تدركون شعور الأم عندما يغادر ولدها المنزل المجاور ليسكن بعيداً؟!
هل تدركون معنى ان لا نتباهى عندما يزورنا ضيف مهم من الخارج ونريه هذا السوق ؟!
هل تعتقدون أننا سعداء للإغلاق القسري لهذه الايقونة الجميلة؟ من يعتقد أننا وزارة والقائمين عليها بلا مشاعر فهو لا يعرفنا ، بل ويظلمنا .. نحن أشد المتأثرين عاطفياً بما حصل ، لكننا دولة ، والدولة عليها اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، و لا يجوز للدولة أن تترك الحكم للعواطف و إلا ستنهار .. كان قراراً صعباً ، ونحن كوزارة أكبر المتضررين وليس من يتباكى على مكان ربما لم يزره منذ سنوات ، ولم يساعد الحرفيين ولو بشراء قطعة منهم ! لكن الترميم أصبح ضرورة لحماية المكان التاريخي ورواده والعاملين فيه ، وتم تأمين بديل لائق يتيح الاستمرارية وتناقل الخبرة وانتاج المقتنيات الجميلة ..
و أترك بقية التفاصيل في مقتطفات من تصريح وزيرالسياحة المهندس محمد رامي مارتيني الذي قال للإعلام ما يلي :
- لا صحة لما يتم تداوله عن منح التكية السليمانية كاستثمار للقطاع الخاص، وهي ملك لوزارة الأوقاف، وليس للسياحة كي تتصرف بها. - ما يجري في التكية هو عبارة عن مشروع وطني يعتبر الأكبر من نوعه في ترميم هذا المكان التراثي للمرة الأولى منذ إنشائه، وأعمال الترميم الجارية منذ أكثر من 3 سنوات هدفها صونه والحفاظ عليه.
- قد تستغرق أعمال الترميم في التكية أكثر من سنتين، وربما أربع سنوات حتى تتكامل كل المنطقة.
- كان لا بد من إخلاء سوق المهن اليدوية، والذي يوجد في التكية الصغرى، لأن أعمال الترميم وصلت إلى هذا الجزء. - الوزارة تحتضن الحرفيين الذين ينقلون هذه المهن النادرة من جيل لآخر، وهم ليسوا مستثمرين، بل كانوا يشغلون هذا المكان بغرض التدريب والعرض والترويج للسياحة الثقافية.
- يوجد 40 حرفياً، سينتقلون إلى الحاضنة الثقافية في دمر.