كتب: الدكتور أحمد الأحمد
كل موظفي الصحة يجب أن يراجعوا مديرية الصحة لكي يكتبوا اسمائهم على سجل ورقي ويبرزوا ورقة مربعة ثلاث سنتيمترات ضرب اربع سنتيمترات مختومة بختم دائري تسمى قائم على رأس عمله يضعها الموظف بكيس اسود او اصفر تبع نفايات. وصورة عن هويته تثبت أنه لازال سوريا قلبه ينبض ولم يتبخر أو يعض احجار الطريق.
تخيلوا كل المشافي والمراكز يجب أن تثبت أن عناصرها على قيد الحياة وتبعثهم لمراجعة ثلاث موظفين يجلسون في غرفة صغيرة تحوي مكتب خشبي له ثلاثة دروج أحدهم يحتوي دائما ابريق شاي وسندويشة.تخيلوا شعور الطبيب أو الممرض أو العامل الصحي وهو يقف أمام باب هذه الغرفة حاملا قائم على رأس عمله وصورة هوية ينتظر دوره حتى يكتب في قائمة المطابقين.
كل عام البدو بيمغروا الغنم بلون احمر او بني او اخضر او ازرق على ظهرها من أجل أن يعرف الراعي غنمه اذا اختلط مع غنم غيره بالمراعي.
كان ممكن يختموا جبهاتنا أو قلوبنا أو عقولنا بختم المطابقة. او ربما ختموا ولم ندري
تخيلوا كم كان سيزيد افتخارنا لو شرفنا هؤلاء الموظفون الثلاثة مع رئيس دائرتهم واجروا المطابقة بمكان العمل. وخففوا عن الكوادر مشقات التنقلات وتكاليفها ولهم علينا ان نحمل عنهم أكياس القائم على رأس عمله مع مايترتب عليها من مصاريف وان نغني لهم نشيد الطلائع اهلا بيكم كوادرنا بتحيكم مع تصفيق منتظم وابتسامة عريضة.
نفس المديرية التي تقدر الانسان وتحترمه وترسل عيادات متنقلة للمناطق لتخفيف عن الناس عبء التنقل وتكاليفه هي نفس المديرية التي تحزن كوادرها وتتركهم يمشون وهم يحملون قائم على رأس عمله وينظرون إلى السماء.وهم لا يعلمون لماذا.
|