تفاقمت مشكلات الصرف الصحي في العديد من الأحياء خلال الفترة الماضية ولحقت بتأثيراتها السلبية المواطنين ووصل ضررها للبنى التحتية وشبكة الهاتف والعديد من المقاسم والغرف التي طالها الصرف الصحي رغم العديد من الكتب والمراسلات الرسمية الصادرة عن اتصالات دمشق، إلا أن واقع الحال كما هو عليه من دون أي معالجة جذرية.
وفي حادثة مثيرة للتساؤل في قلب العاصمة دمشق، اشتكى مواطنون من وجود بؤرة للصرف الصحي في كتلة سكنية مؤلفة من 4 مبان، علماً أن المشكلة قديمة والأقبية مملوءة بالمياه المالحة ومياه المجاري وذلك عند دوار كفرسوسة بداية طريق (ملعب تشرين).
وأكد مواطنون أنه على الرغم من المناشدات المتواصلة، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة، وبحاجة إلى تدخل فوري وعاجل من المعنيين في محافظة دمشق كي لا تتفاقم أكثر وتلحق الضرر والتأثير الكبير على المواطنين والأطفال بسبب الروائح الكريهة، ناهيك عن الضرر الذي قد تلحقه بالبنى التحتية ودعائم الأبنية، ما يتطلب التدخل بإلزام جميع الأبنية بالتشارك فيما بينها بإصلاح الأمر ولو كلف ذلك مبالغ كبيرة، على حساب السكان فيما بينهم وبدعم من المحافظة لإنهاء المشكلة وعدم تفاقمها.
وأكد المواطنون أن كل جهة ترميها على الأخرى، مضيفين: إنه تم التواصل مع المعنيين في المحافظة وأخبرونا أنها من اختصاص دوائر الخدمات، لترسلنا دوائر الخدمات إلى البلدية وأن الموضوع من اهتمامها، ومنها تم إرسالنا إلى شركة الصرف الصحي علما أنه تم إخبارنا أن الأمر ضمن متابعة الصيانة ودوائر الخدمات.
وأضاف الأهالي: هناك مخاطر كبيرة من تجمع مياه الصرف، وتأثير قد يلحق الضرر بدعائم الأبنية، وهذا الأمر بدأ يأخذ مجراه؟!، ناهيك عن أن المكان أصبح بؤرة للقوارض من جرذان وفئران وحشرات.
وبين الأهالي أن هذا الموضوع يشمل 50 منزلاً، ناهيك عن المحال التجاري في المنطقة، مؤكدين أن التكلفة الإجمالية للإصلاح تتجاوز الـ60 مليوناً، وأن الأمر بحاجة إلى لجنة قانونية تنفيذية تلزم جميع المنازل بدفع المبالغ فيما بينها وتجاوز المشكلة، وخاصة أن بعض الأهالي في الطوابق المرتفعة قد لا يلحقهم ضرر مباشر، لكن هناك ضرراً قد يحدث نتيجة لترسب المياه المالحة وتجمع مياه الصرف الصحي، ما يتطلب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والسريعة تحسباً لأي طارئ.
هذا وحذر مصدر لـ«الوطن» من تأثيرات الصرف الصحي الكبيرة خاصة مع اشتداد الشتاء، ما يزيد من نسبة التسرب المطري، وقد ينعكس ذلك سلباً في حال عدم وجود مطريات في بعض الأحياء أو تمركز هذه المطريات في مكان غير مناسب لها، الأمر الذي يخلق العديد من الاختناقات ببعض الشوارع، ناهيك عن سوء عدد من الشوارع ولاسيما في أحياء عدة بريف دمشق، بما فيه وجود تقصير من المواطنين بإلقاء الأوساخ، ما يؤكد حدوث اختناق في المطريات الصحية.
ولدى التواصل مع مدير دوائر الخدمات في محافظة دمشق بسام عبيدة أكد لـ«الوطن» أن الأمر متابع ليصار إلى معالجة الأمر مع العمل على توجيه إنذارات للسكان والإصلاح لكونها أملاكاً خاصة، ولعدم حدوث أي أضرار أو مخاطر على البنية التحتية وجميع المنازل.
وحول هذا الموضوع، أكد مدير الشركة العامة للصرف الصحي بسام عسيكرية أنه تم معاينة المكان ضمن لجنة مشكلة ورفعنا مذكرة تفصيلية إلى المحافظة، مؤكداً أن هذا الأمر من ضمن اختصاص المعنيين في محافظة دمشق ليصار إلى إصدار قرار ملزم للأهالي.
ونوه عسيكرية بمتابعة واقع أي اختناقات حاصلة، على الرغم من الظروف والإمكانيات، وتأثر شبكة الصرف الصحي وذلك بعد تركيب شبك معدني على معظم ريكارات دمشق.