بينما كشفت معلومات محافظة دمشق عن دراسة لإصدار تعرفة جديدة لـ«التكاسي» بسبب رفع أسعار البنزين، من المقرر أن تعلن خلال أيام قليلة، بدت حركة النقل والمواصلات في عدد من شوارع العاصمة على غير عادتها، وسط انخفاض عدد السيارات والازدحامات التي كنا نلحظها منذ أيام، تحت تداعيات قرار رفع البنزين، في الوقت الذي نشطت فيه سيارات التكسي سرفيس في تجمع البرامكة وتقاضي مبلغ 5 آلاف وسطياً على الراكب، مع لحظ شبه غياب للسرافيس، وسط إحجام واضح عن ركوب التكاسي وخاصة مع الأرقام الكبيرة التي تتقاضاها.
هذا ولم تنتظر سيارات الأجرة الخاصة «التكاسي» كثيراً حتى بدأ عدد كبير منها باستغلال الوضع وحاجة عدد من المواطنين وتقاضي أجور كبيرة جداً وسلاحهم قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك القاضي برفع سعر ليتر البنزين الممتاز أوكتان 90 المدعوم المستلم على البطاقة الإلكترونية إلى 2500 ليرة سورية، بعد أن كان بـ1100، وسعر الليتر أوكتان 90 بسعر التكلفة 4000 ليرة، بعد أن كان بـ3500 ليرة سورية، ورفع سعر ليتر أوكتان 95 إلى 4500 ليرة لليتر الواحد، حيث كان 4000 ليرة سورية.
حجج كبيرة تذرع بها سائقو التكاسي تتحدث عن ارتفاع المواد والكلف ومستلزمات العمل وأجور الصيانة والإصلاح التي ارتفعت أسعارها لأضعاف مضاعفة، وآخرها ارتفاع أسعار البنزين المدعوم بما يقدر بـ 125 بالمئة، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على المواطن، وسط قلة الطلب الواضح على التكاسي إلا ممن اضطرته الظروف ولكن بمبالغ باتت كبيرة جداً تصل لـ 8 آلاف وسطياً بالنسبة للمسافات القصيرة، وبين الـ20 ألفاً والـ30 ألفاً للمسافات الطويلة، حتى اشترط بعض السائقين مجرد الركوب بـ «التكسي» يكلف 5 آلاف.
على حين اعتبر عدد من المواطنين أن أي أسعار جديدة هي «مثل الضحك على اللحى» وخاصة أن الواقع مغاير لما يصدر، وسط عدم التزام بتطبيق التعرفة والعدادات، ليكون الحكم في نهاية المطاف على وجود شكاوى أو على ضمير السائق.
مصدر مسؤول في محافظة دمشق كشف لـ«الوطن»: أن المعنيين في المحافظة وبمجرد وصول نسبة الزيادة المقررة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، يبدأ المكتب التنفيذي المختص بعملية إصدار التعرفة الجديدة بموجب النسبة، ليصار بعدها إلى تركيب العدادات ضمن فترة زمنية محددة بما يشمل 24 ألف تكسي في العاصمة.
ولفت المصدر إلى وجود لجنة تضم عضو المكتب التنفيذي المختص وفرع المرور، وهندسة المرور، والتجارة الداخلية بدمشق وعدداً من المعنيين لدراسة التعرفة الجديدة وإقرارها من المكتب التنفيذي لتصدر بشكل رسمي، وعليه يتم الرقابة على العدادات من الجهات المعنية لضبط أي مخالفة مع متابعة أي شكاوى واردة، مبيناً أنه لغاية الآن لم تحدد نسبة الزيادة، على أن تحدد كلفة الكيلو متر الواحدة والساعة الزمنية وفتحة العداد، إضافة إلى كلفة الضربة الأولى والضربات التي تليها.
هذا ومن المقرر أن يتم قريباً تطبيق نظام الجي بي إس، ويهدف تطبيق نظام «GPS» على وسائل النقل العامة، إلى منع أصحاب السرافيس من بيع مخصصاتهم من المحروقات من جهة، وإلى ضمان الالتزام بخطوطهم لكونهم مراقبين، من جهة أخرى، علماً أن دمشق ستكون أول مدينة في سورية تستخدم خاصية «جي بي إس» للحافلات والسرافيس، ليصار بعدها إلى تعميم التجربة لتشمل مختلف المحافظات.