يعود اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الـ 8 من آذار من كل عام ليؤكد أهمية تضافر جميع الجهود لتمكين المرأة وخلق مشاركة فعالة لها بمختلف المجالات حيث تشير احدث البيانات والأبحاث وفق الأمم المتحدة إلى أنه يستحيل تحقيق مستقبل مستدام ومتساو دون ضمان المساواة المبنية على النوع الاجتماعي في الزمن الحاضر.
وفي سورية تواصل الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان تنفيذ عدد من البرامج لتمكين المرأة بمختلف المجالات ضمن “الاستراتيجية الوطنية للمرأة” حيث تركز محاور المصفوفة التنفيذية للمساواة بين الجنسين على التمكين الاقتصادي للمرأة والرجل والحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الأسري وفق مديرة قضايا الأسرة بالهيئة رنا خليفاوي.
وبينت خليفاوي في تصريح لـ سانا أن اليوم العالمي للمرأة فرصة لتقييم البرامج والدراسات المحلية وتطويرها بما يناسب الواقع والظروف مشيرة إلى أن مشروع إعداد البرنامج الوطني لدعم المرأة الذي جرى العمل به بالتعاون مع الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية يهدف إلى تحديد المشكلات والتحديات التي تواجه المرأة في المجال الاقتصادي والتعليمي والمشاركة السياسية والمجتمعية وكذلك في مجال الحماية ومناهضة العنف ضد المرأة.
ولفتت خليفاوي إلى أن البرنامج يعمل على تعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار بمختلف المجالات ودعم حصولها على خدمات الرعاية الصحية وخلق فرص تعليم ووضع السياسات والبرامج والأنشطة والتداخلات في إطار التنمية وإعادة الإعمار.
وأكدت خليفاوي على دور المجتمع في دعم المرأة وتغيير الصورة النمطية لها مشيرة إلى أنه خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية دخلت المرأة السورية مختلف مجالات العمل وكانت على قدر التحدي ولا سيما النساء المعيلات لأسرهن الأمر الذي يؤكد أهمية التمكين الاقتصادي لها ودعم مشاريعها بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية والقطاع الخاص.
واعتبرت خليفاوي أن الخطوات الأساسية التي ترجمتها الهيئة لدعم المرأة لجهة حمايتها من العنف القائم على النوع الاجتماعي كانت افتتاح وحدة حماية الاسرة بدمشق عام 2017 مبينة أن الوحدة تتسع لإقامة داخلية لـ 80 امرأة من الناجيات من العنف مع أطفالهن ليقدم لهن مختلف الخدمات الصحية والقانونية والدعم النفسي وفق احتياجات كل حالة إضافة إلى إدماجهن في التدريبات المهنية.
وبينت خليفاوي أنه يوجد رقم خاص للوحدة للتبليغ عن حالات العنف بشكل مباشر أو عن طريق الجهات المعنية منها المشافي او اقسام الشرطة مشيرة إلى أنه يجري العمل حالياً لافتتاح وحدات مماثلة بعدد من المحافظات إضافة إلى إعداد دراسة حول مخاطر الزواج المبكر وآليات الحد منه.
وأشارت الخليفاوي إلى أن سورية صدقت على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ” سيداو” عام 2002 حيث تعتبر الاتفاقية إعلاناً عالمياً لحقوق المرأة وتنص على اتخاذ جميع التدابير لتحقيق مساواة فعلية بين الرجل والمرأة بمختلف المجالات القانونية والسياسية والاقتصادية منوهة بالتعديلات التي جرت على عدد من مواد قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة والأسرة.
يشار إلى أن الأمم المتحدة في عام 1977 اعتمدت رسمياً للمرة الأولى الـ 8 من آذار يوماً عالمياً للمرأة ليصبح هذا التاريخ مرتبطاً بالنساء اللواتي ناضلن من أجل الحصول على حقوقهن وحقوق غيرهن واختارت “المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غد مستدام” شعاراً لاحتفالية هذا العام.