كشف المدير العام لمشفى المواساة الجامعي عضو لجنة التصدي لـ «كورونا» عصام الأمين أن سورية ما زالت من بين الدول الأقل تلقيحاً إلى الآن ضد فيروس كورونا بحيث تقدر نسبة الملقحين بـ 4.5 بالمئة، مبيناً أن هناك أسباباً لهذا الأمر ترتبط بتأخر وصول اللقاحات والحصار على سورية والعقوبات، وعدم قناعة العديد من المواطنين بضرورة تلقي اللقاح.
كما لفت إلى تأثر عدد من المواطنين بما يتم نشره على صفحات التواصل الاجتماعي بمخاوف تلقي اللقاح وما ينتج عنه من أعراض ومخاطر بعيدة عن الجانب العلمي والأكاديمي الدقيق، ما بث الرعب والخوف في نفوس المواطنين ودعاهم إلى الإحجام عن تلقي اللقاح، على الرغم من الإجراءات الحكومية والمتابعة الدائمة من المعنيين في وزارتي الصحة والتعليم العالي.
هذا وكشف الأمين أن أرقام المشفى تؤكد استقبال نحو 150 ألف مراجع للمشفى منذ بداية العام وحتى 30 الشهر الماضي، كما تجاوز عدد العمليات الـ11 ألف عملية، بينما تجاوز عدد المقبولين في الإسعاف الـ57 ألف، وعدد مراجعي الإسعاف نحو الـ90 ألف مريض، وعدد مراجعي العيادات الخارجية الـ70 ألفاً.
وقال الأمين: هناك ضرورة لتطبيق إجراءات تحفيزية لحث المواطن على أخذ اللقاح، ومن هذه الإجراءات ما قامت به بعض الجهات بتحديد دخول المراجعين الملقحين إليها، مبينا أن 2400 طبيب وموظف من كادر المشفى إضافة إلى كوادر المشافي الجامعية بدمشق (الأطفال- البيروني- التوليد- جراحة القلب- الجلدية) حصلوا على اللقاح، علماً أن المشفى طلب لقاحات جديدة للاستمرار بإعطاء اللقاحات.
وحسب الأمين نصل إلى كسر حلقة انتشار الفيروس إن وصلنا إلى تمنيع نسبة 70 بالمئة من المواطنين إما باللقاح وإما بالإصابة، بحيث كلما زاد عدد الملقحين انخفض عدد الإصابات وقل عدد الحالات الشديدة والحرجة.
وكشف الأمين عن انخفاض عدد مراجعي كورونا لنسبة كبيرة تصل إلى نحو 80 بالمئة عن الفترة السابقة، لكن نسب الإشغال في غرف العزل والعناية ما تزال مرتفعة بسبب أن مريض كورونا بحاجة إلى فترات طويلة للشفاء قد تتجاوز الشهر وذلك يرتبط بالحالات الخطرة والشديدة الخطورة، مضيفاً: من أسباب انخفاض نسبة المراجعين هو ما يطرأ على كل الفيروسات بوصولها للذروة بحيث تشهد عملية تسطح في المنحنى الوبائي ثم انخفاض عدد الإصابات، ولفت إلى أن عدد المراجعين يومياً انخفض لما دون 3 إصابات مقارنة مع أكثر من١٤ حالة كانت تراجع المشفى يومياً خلال الفترة السابقة.
وأكد الأمين أن ما يميز الذروة الرابعة من كورونا هو تسطح المنحنى لفترة طويلة وصلت إلى أكثر من 3 أسابيع من دون أي زيادة في عدد الإصابات أو نقصان عن الأرقام المرتفعة للإصابات، مقارنة مع الذروات السابقة التي شهدت تسطحاً لأيام قليلة تصل لأسبوع ومن ثم ينخفض عدد الإصابات، مشيراً إلى أن استمرار تسطح المنحنى يرتبط بطبيعة المتحور والالتزام بالإجراءات الوقائية الاحترازية وعدد الملقحين.
وأضاف: لا يوجد ضمان في العام القادم بعدم دخول البلاد في ذروة خامسة إن لم يزدد عدد الملقحين أو يتم التشدد بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية بشكل أكبر، علماً أن عدداً كبيراً من دول أوروبا دخلت حاليا في الذروة الخامسة.
وأكد أنه في حال استمر المنحنى الوبائي بالنزول من المتوقع أن يعود المشفى لوضعه الطبيعي خلال شهر من تاريخه مع معاودة إجراء العمليات الباردة إن انخفضت نسب الأشغال علماً أنه يتم الترشيد حالياً بالعمليات والحالات، مع الاقتصار على الحالات الإسعافية والورمية، مضيفاً: ما زلنا نعمل ضمن الطاقة القصوى على صعيد غرف العزل والعناية المخصصة لمرضى كورونا والذين يتجاوز عددهم 60 سريراً.
ولفت الأمين إلى توفير عدد كبير من الاحتياجات الضرورية اللازمة من الدواء والمستلزمات الخاصة بعمل المشفى، مع تأمين كميات من الأوكسجين، منوها بمتابعة المشفى لواقع الحالات المصابة بالفطر الأسود بعد تماثلهم للشفاء علماً أن عدد الحالات الموجودة حالياً في المشفى يقدر بـ١٤ إصابة، يتم إجراء المقاربة العلاجية اللازمة لهم عبر فريق متخصص.
وكان الأمين حذر من أي تهاون بالتعامل مع الوباء وخاصة مع فصل الشتاء المتوقع فيه عودة تزايد الإصابات نظراً لطبيعة الفصل الذي تزداد فيه فوعة الفيروسات بشكل عام، مع احتمال التشاركية مع الإنفلونزا بأشكالها المختلفة، مع انعدام التهوية والتجمع في غرف مغلقة، ما يفرض تخوفاً من ازدياد الأعداد، الأمر الذي يتطلب الالتزام بتدابير الوقاية والتهوية قدر الإمكان، مضيفاً: في ظرف جائحة نتعامل مع كل الحالات التي تتضمن أعراض رشح وحرارة.