سيريانديز- مجد عبيسي
سجال غير مقصود كان بين منشورين يفصل بينهما يومان أحدهما لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك والآخر للزميل ايمن قحف رئيس تحرير (سيريانديز).. وكان المحور (الزيت).
وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك د.عمرو سالم كان قد نشر منذ يومين على صفحته انه بعد تغيير سياسة السورية للتجارة، باتت تؤمن جميع المواد التي لا يؤمنها المستوردون والمنتجون، وتقدم المواد الغذائية التي تهم المواطن بسعر اقل من السوق..
ولكن حين نقارن المقال بالافعال نسال: (اين الزيت) ؟!
في منشور الزميل قحف على صفحته قدم توصيفا لواقع الزيت ميدانيا من عين المواطن إذ قال:
"بحثت اليوم عن علبة زيت دوار الشمس في اكبر محلات المزة وصالات السورية للتجارة فلم اجد ..
كنت قبل سفري اتصلت مستنجداً بصديق صناعي يملك احد اكبر مصانع الزيوت، فأبلغني ان المعمل متوقف لعدم توفر المادة الأولية، والتعليمات الحكومية سمحت بإجازات استيراد الف طن فقط لكل اجازة وهذا غير مجد في عمليات التعاقد والشحن" !
وعطفا على منشور وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الذي قال ما قال في الزيت:
"اما زيت دوار الشمس، فلدي اسعاره في جميع دول العالم، وهو في ارضه اعلى من الاسعار المتداولة.."
وبالعودة لمنشور الزميل قحف للمقارنة:
"منذ يومين في موسكو التقطت صورة رف الزيوت، حيث يتراوح سعر اللتر من ١٠٦ روبل حتى ١٦٦ روبل لأفخر الأنواع اي من ٥٣٠٠ ليرة حتى ٨٣٠٠ ليرة ، اي اقل بكثير من بلدنا رغم ان موسكو من اغلى مدن العالم .. حتى الموز ب٥٠٠٠ ليرة فقط!!
كيلو الحمضيات من ٦٠٠٠ حتى ٧٠٠٠ وهذا برسم المصدرين"
ويضيف قحف:
"المهم في الامر أن موضوع الزيوت بحاجة الى حل فوري يضمن بالدرجة الاولى تشغيل المصانع وتامين احتياجات الناس، وليتصرف اصحاب القرار بمسؤولية وسرعة وبأقل قدر من التعقيدات والتعجيز ..
و للاسف ، بعد كل ازمة هناك قرارات تفتح الاستيراد وتتجاهل الصناعة المحلية" !!
ولدى سؤالنا الاستاذ أيمن قحف قبيل شرائه عبوة زيت (المازولا) بسعر 40 ألف ليرة (فقط لا غير)، قال وهو يتنفس الصعداء: "الحمد لله لاى المنشور جدوى وتأثيراً على الفور إذ شعرت بحاله إحدى الجمعيات الخيرية وعرضت استعدادها لتقديم سلة غذائية تتضمن (قنينة زيت) !!!!
في نهاية الأمر نقف ونقول:
نحن في خضم معادلة جشع وطمع مسكوت عنها، والكل يدافع عنها بتوليد ذرائع جديدة ما إن تبتذل الذرائع الاسبق، منها ما هو ذريعة ومنها ما هو موشى بالحقيقة!
فإلى متى سنبقى نغوص في هذه الدوامة؟