كتب: مجد عبيسي
راهنت أني سأحشو مكدوسي جوزاً هذا العام، بعد أن صدرت نشرة أسعار الجوز في 14 الشهر الجاري، فرميت برميل البلوط الذي كنت قد جمعته من الأحراش، وطبعت نشرة الأسعار الوزارية، وتأبطتها إلى السوق.. ونزلت.
ما شجعني على النزول حقاً كان الفيسبوك الذي تسابقت فيه الصفحات الرسمية معلنة استقراراً في أسعار الجوز بعد صدور نشرة الأسعار، فأخذت أحفظ النشرة في الطريق قبل وصولي السوق، كي لا ألدغ من قبل أحدهم.
"البلدي 23 ألف، والأمريكي 18 ألفاً، والصيني أو الأوزباكي 16 ألف ليرة سورية فقط لا غير."
هبطت السوق، فوجدت سعر الجوز يرتع باستقرار فعلاً، ولكن على لائحة سعرية تختلف عن تلك التي تأبطتها!
وكان الاستقرار على سعر 25 ألف ليرة للجوز "المحترم"، أما أبناء البطة السوداء فترفرف أسعارهم بدءاً من 22 ألف ليرة سورية صعوداً !
كان الغريب أن جميع باعة الجوز في السوق يمسكون سعراً واحداً، وهنا سألت نفسي، أ لا يوجد في السوق سوى الجوز البلدي؟!.. أين اختفت الكميات الكبيرة المخزنة من الجوز الأمريكي والصيني؟!.. أم دس أنف الصيني ببطن الأمريكي بعين البلدي وانصهرت الأنواع بسعر واحد؟! أين من يفتشون على تطبيق أسعار النشرات؟!.. لماذا لا يقومون بمهامهم؟!
لم أحتمل الأمر، فأمتشقت النشرة ولوحت بها أمام أحد الباعة وقلت: هذه نشرة الوزارة المعتمدة، لماذا تختلف عن سعركم؟
فهز الرأس وقال: اذهب واشتر من مكتب بيع الجوز في الوزارة !.. وضحك.. وضحك الباعة جميعاً!
وضحك كل أصحاب البسطات.. حتى طيور السماء!
حسب علمكم، في أي مكتب بالوزارة يبيعون الجوز؟!.. فقد قلت لكم أني رميت برميل البلوط !