بمجرد ارتياح طلاب الشهادة الثانوية من قلق انتظار نتائج الامتحانات يختبر الناجحون منهم توتراً آخر وهو اختيار الفرع الجامعي وفي الوقت الذي يتجه البعض منهم نحو رغباتهم وميولهم دون حيرة يبقى آخرون تحت عبء اتخاذ قرار سيحدد شكل مستقبلهم وحياتهم وينصح الخبراء في هذه الحالة بمعرفة متطلبات سوق العمل وسؤال أصحاب التجارب في حين يرى بعضهم ضرورة تغيير ثقافة العمل الوظيفي السائدة بين الشباب.
رئيس قسم الإرشاد النفسي في كلية التربية بجامعة دمشق الدكتور خالد العمار بين لـ سانا ضرورة أن يضع الطالب قدراته بعين الاعتبار عند اختيار الاختصاص الجامعي لأنه في حال حدث خلل بين القدرات والاختيار ربما يتعثر الطالب دراسياً ويفشل مثل طالب مهتم بالهندسة المدنية لكنه ضعيف في الرياضيات فهو لن ينجح بالتأكيد.
ونصح الدكتور العمار الطالب باستشارة أهل الخبرة من الاساتذة الجامعيين أو ممن يدرسون في الفرع الجامعي الذي يرغب دخوله والاستفادة من تجاربهم منبها من محاولات الأهل إجبار ابنهم على اختصاص جامعي ما والانسياق وراء المسميات فيدفعونه ليكون طبيباً أو مهندسا دون مراعاة ميوله وقدراته.
ولفت العمار إلى ضرورة التأني في اتخاذ القرار النهائي وأن يأخذ الطالب كامل وقته في الاطلاع والبحث عن الخيارات المتاحة لتجنب الوقوع في الندم مستقبلاً معتبرا أن اختيار الاختصاص ليس نهاية الطريق بل بدايته حيث يجب على الشخص تطوير مهاراته باستمرار ليكون متميزاً في مجاله فسوق العمل يبحث عن المتميزين.
من جهتها رأت عضو الهيئة التدريسية في كلية الاقتصاد جامعة دمشق الدكتورة رشا سيروب أن اختيار الشباب للاختصاص الجامعي يجب أن يراعي متطلبات سوق العمل مشيرة إلى أن سورية في مرحلة إعادة الإعمار بحاجة لكوادر بشرية في قطاعات أهمها الصناعة والزراعة والإنشاءات والمقاولات والاقتصاد وإدارة وريادة الأعمال.
وبينت سيروب أنه سيكون هناك طلب أيضاً على التخصصات ذات العلاقة بالطاقة البديلة وإعادة التدوير والمعلوماتية والإعلام والتسويق الالكتروني.
واعتبرت سيروب أن الفكر السائد لدى الخريجين لا يزال يركز في البحث عن عمل بأجر أي وظيفة وليس عملاً حراً لذلك يجب التوجه نحو نشر ثقافة العمل الحر “المنظم” وتهيئة الخريج لذلك في ظل الاجراءات الحكومية التي تتجه نحو دعم ريادة الأعمال وإنشاء المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.