سيريانديز- دريد سلوم
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا بما اسموه تشويه للمعالم التاريخية وطمس هويتها، مما جعل جمهور الفيس ينساق وراء عواطفة مبتعدا كل البعد عن تحري حقيقة الأمر وخاصة أننا شهدنا سابقا رسومات جدارية كان لها الأثر الطيب في تجميل صورة جدران كانت بائسة وحزينة وأعادت اليها الحياة والحيوية ولاقت استحسانا شعبيا ومحليا بل ومقصدا للبعض لأخذ صور السيلفي.. على""مبدأ كنت هنا""
سيريانديز اطلع عن قرب عن واقع الحال عبر اتصال مع النحات السوري والعالمي مصطفى علي والذي بدا مستغربا ومستهجنا للحالة التي وصل اليها الهجوم الحاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، موضحا ان الهدف من العمل خلق حالة من التفاعل بين الفن والمجتمع الأهلي وبالفعل هذا ماتحقق من خلال ملتقى “فن الطريق” الذي يضم عدد من الفنانين الشباب والمواهب الفنية ويقام في حي “التيامنة” بالميدان بدمشق بالتعاون مع الأهالي ورعاية محافظة دمشق، لافتاً إلى أن أغلب من انتقد تلك الأعمال، لم يزر الموقع ولايعلم عنها شيئا، لأنه تم اغفال وجود نحاتين يقومون بالنحت على الخشب وكذلك رسامين يقومون بالرسم وهذه الاعمال ستؤخد بعد الانتهاء منها والغاية من تَواجدها كما اسلفنا خلق حالة تفاعلية بين المجتمع والفن وبالفعل تحقق ذلك من خلال توافد أهالي الحي لرؤية هذه الاعمال وبالتالي ادراك أهمية العمل الفني.
وعن حقيقة الرسومات الجدارية بين علي : أنها عبارة عن رسومات جدارية قابلة للازالة وهي عكس مايشاع بأنها تشوه معالم المدينة القديمة، موضحا ان “حي التيامنة” الذي يحتضن الفعالية يقع خارج سور المدينة القديمة، والجدران التي رسمت عليها بعض الرسوم هي جدران قديمة ومطلية بالكلس أو طينية، ولم تُستخدم أي أدوات تجعل من تلك الرسوم ثابتة، إنما يمكن طلاؤها مرة أخرى وإزالة الرسو، وقال: نحن لا ننفذ لوحات جدارية كما يظن البعض، وهذا ليس هدفنا.
وشدد علي إلى أن فعالية “فن الطريق” هي بمثابة ورشة عمل فنية الهدف منها احتضان المواهب الفنية، وخلق حالة تفاعلية مع الناس في الشارع، حيث يشارك معنا أهل الحي بالاعمال الفنية، وهذا يجعل الناس أكثر تفهماً للعمل الفني وإداركاً له.
وفي السياق علمت سيريانديز أن محافظ دمشق المهندس عادل العلبي بدا مستغربا من افتعال هذه الضجه الفيسبوكية غير المبررة دون التحقق من حقيقة الأمر وهل بالفعل هذه الأعمال تستهدف مناطق أثرية... وخاصة وانها نشاط جمالي شعبي فني ويتم خارج السور أي لايوجد أي منطقة أثرية.
هذا ونشر المكتب الإعلامي لمحافظة دمشق تعليقاً حول الصور التي انتشرت لرسومات على جدران دمشق القديمة، تحت عنوان انطلاق فعاليات ملتقى فن الطريق في حي التيامنة .
وأوضحت المحافظة أن ملتقى فن الطريق هو سلسلة ثقافية فنية تطوعية ينفذها غاليري مصطفى علي في الهواء الطلق، انطلقت في حي الشعلان ولاقت استحساناً وإقبالاً شعبياً ، واختيار حي التيامنة في منطقة باب مصلى جاء بالتشاور مع لجنة الحي التي أبدت كل الترحيب والتعاون .
علماً أن حي التيامنة هو خارج مدينة دمشق القديمة المسجلة باليونسكو وليس أثرياً، والساحة التي أقيمت فيها الفعالية ليست أثرية أو تاريخية ، وإنما منطقةشعبية والجدران ليست أثرية، عبارة عن جدران مصنوعة من اللبن ومنها من البلوك والاسمنت.
وهذه الفعالية هي نحت على الخشب ورسم على لوحات ، أما الرسم على الجدران نسبته لا تتجاوز 10% من النشاطات ، وقد شارك فيها أهالي الحي بما فيهم رواد الكنيسة و الأب فادي الحمصي ( راعي الكنيسة ).