كتب: مجد عبيسي
التطنيش والتطفيش يبدأ من هاهنا !!.. طفي شعل طفي شعل طفي شعل.. إلخ، اتصلت واتصلت ولم يردوا، وفي الآخر استخدمت العلاقات الشخصية لأحصل على جواب لا نتيجة!!.. الجواب جعلني أتطلع من شرفتي إلى منازل المسؤولين في الجهة البعيدة "المنيرة المشرقة"، ولسان حالي يقول: أ ليس لديهم قاطعاً ترددياً مثلنا؟!.
دخلت وصدري يغلي بشياطين الشعر والشجب والهجاء، وأقنعت نفسي المضطربة أن التقنين الجائر نحتمله لأننا رمز الصمود، نحن الباقون هاهنا، نحن عينات تجارب الصبر، ولكن كل عام يلقنونا درساً أسوأ من الذي قبله!!
في داخل مدينة دمشق "المحسودة" موظف التقنين ملتزم أكثر من ساعة مبنى الجريدة القديمة المعطلة في شارع الإطفائية، ينزل القاطع بكل إتقان والتزام وضمير، ويرفع القاطع بكل ضمير كذلك، وهنا يأتي دور العين الحسود، والتي لم تتركنا نهنأ بالكهرباء طيلة يومين لأكثر من 5 دقائق متواصلة!!
أنا لا أجرؤ على تشغيل البراد الذي أصبح كخزانة ملابسي دفئاً ! فتصليح محركه يكلف أكثر من 200 ألف ليرة سورية، وطبعاً وزارة الكهرباء لن تعترف بأنها سبب المصيبة، كل ما تعرفه هو وضع غرامة على من يتأخر يوماً واحداً في تسديد الفاتورة!
منذ قليل اتصلت بالطوارئ كما يفعل أي مواطن يحترم نفسه ويرتع في حقوق المواطنة، أكثر من عشرة مرات ولا مجيب، اتصلت بمركز التقنين في شارع الثورة... ولا مجيب، اتصلت بشركة كهرباء دمشق.. وأيضاً لا مجيب، وقبل أن أنفجر بثوان، قررت أن أتخلى هم المواطن الذي يحترم نفسه بما أن جماعة الكهرباء لم يحترمونني كمواطن، وأتصلت كصحافي بأحد مسؤولي الكهرباء، والذي أكد أن دمشق تصل لأول مرة إلى هذه الحالة من الأحمال الإضافية بسبب البرد، وأن الذنب ذنب القاطع الترددي، ولا سلطة لموظف في وزارة الكهرباء مهما علت رتبته بحل هذه المشكلة، وهنا سألت: أ ليس في مناطق منازل السادة المسؤولين قاطع ترددي أيضاً؟!... لأستقبل الصمت.. ثم أسكتني السيد المسؤول بأن سألني ع عنوان سكني ووعد -وعداً مشكوكاً به- بأنه سيعالج المشكلة..!
أكتب هذه الكلمات من غرفتي المظلمة، المضيئة، المظلمة، المضيئة، المظلمة... إلخ.