رصد - سيريانديز
تناول الزميل ايمن قحف على صفحته الشخصية منشوراً خط فيه منهجية إصلاحية تتطلبها المرحلة، مشيراً إلى (الرفاق) ليأخذوا أماكنهم الفاعلة في سيل الأحداث، كونهم المعنيين الأفاضل باتخاذ هذه الخطوة، متأسياً بمن سبقوهم وكيف كانوا ذوو بصمة في فترة من الفترات، وفي وقت بتنا نحتاج حقيقة لأشخاص قادرين على إيجاد الحلول والتغيير، وعلى ما يبدو فقد قادته ثقته السابقة بهم إلى اختيارهم في منشوره.. يقول قحف:
هذا هو الرصيف المجاور لمبنى القيادة المركزية لحزب البعث التي زرتها اليوم بعد غياب طويل ..
طريق جميل رطب بين أشجار نظيفة أنيقة ..
أعتقد، وأنا الصحفي المستقل، ان حزب البعث يمكنه ان يجعل سورية كلها جميلة نظيفة حضارية مثل هذا الرصيف الذي يجاور مبنى قيادته وكأنه في دولة أوروبية !!؟؟
يملك حزب البعث بنية مؤسساتية قوية وكوادر ضخمة وتاريخ في حكم الدول والمناصب، ويملك بين بعض قياداته وكوادره شخصيات اصلاحية حقيقية لا تشكل حالياً سوى أقلية بين اكثرية خشبية محافظة ..
لطالما كنت من أنصار التغيير الذي يأتي من داخل المؤسسات لأنه أكثر جدوى وأماناً من التغيير الثوري الدراماتيكي الذي ينسف المؤسسات ويخلخل بنية المجتمع وفي النهاية تستولي قوى رجعية على الثورات التي تقتل ابناءها !!
زرت اليوم ثلاثة من أعضاء القيادة والتقيت الرابع صدفة ..
المهندس عمار السباعي رئيس المكتب الاقتصادي المركزي رجل محترم وودود ، يعلم تماماً الحدود بين عمل الحزب وعمل الحكومة ، ويجتهد عبر هيئة المكتب التي تضم وزراء ومديرين وخبراء في تقديم مقترحات ورؤى وافكار للحكومة تجسد رغبة الحزب في تطوير الاقتصاد، ولكن للاسف حتى الوزراء الحضور لا يلتزمون بما يتم طرحه ويبقى الرتم كالمعتاد !!
واعتقد انه على الحزب الحاكم حالياً ان يعيد صياغة الرؤية الاقتصادية ويحولها لسياسة حكومية كما حصل في ٢٠٠٥ مع اختلاف الظروف، وهي رؤية حررت الاقتصاد وادخلت المصارف وشركات التامين الخاصة وعززت الاستثمار والانتقال للاقتصاد الحر ودور القطاع الخاص المحوري ..
كذلك زرت الدكتور مهدي دخل الله ر ئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام المركزي ، وهو رجل افتخر انني عملت معه في دار البعث وحصلت منه على افضل شهادة بعملي ودعم لمسيرتي ، و كان وزير اعلام ناجح وجريء ، وهنا يواصل تميزه وتفرده بتواضع الكبار اصحاب الفكر . وعلى الدوام يدهشني بفكره وعمله ، وهو في طليعة النخب الإصلاحية في الحزب ..
وزرت اللواء ياسر الشوفي معزياً بوفاة والدته ، والتقيت مصادفة الدكتور محسن بلال صاحب الحضور الكيس الراقي في مختلف المجالس ..
بكل حال ، عود على بدء ، هناك بعض الوقت ، وهو ليس طويلاً، يمكن خلاله لحزب البعث ان يساهم في جعل كل سورية مثل هذا الرصيف الجميل المجاور للمبنى العريق المترف من الخارج ، المتعب من الداخل ..