كتب: مجد عبيسي
"سوف لن نشتري هذا الشتاء وقودا، ستكونون انتم الوقود.. وستذوبون أمام عيني بردا، أواه يا فلذات اكبادي.."
هذا حال كثيرين من أهالي ريف دمشق ومناطقها الباردة دون تدفئة هذا الشتاء أيضاً، مع طلبات محنطة متراكمة لدى كل أسرة، للحصول على المازوت.. منذ سنوات ولم يأت !!!!
وكل ما يأتي هو شتاء آخر كغيره من مواسم البلوى على عائلات تنتظر دفعتها الأولى من المازوت المدعوم عبر البطاقة الذكية "بالقطارة".. والتي تكفي -ان جاءت- لربع ربع الموسم الشتوي!
نحن لم نعبئ مازوت منذ اربع سنوات، رغم رفع أكثر من أربعة طلبات.. أحرقها الفساد وتدفأ عليها!!
وحالنا كحال اكثر من 650 ألف عائلة صابرة عاضة على أكفها المتجمدة، تحتضن بطاقة "يقال" أنها تختزن 200 ليتر من مادة مازوت التدفئة!!
من يقول ان هناك خطة للتوزيع هو واهم او مدع، كل ما هنالك حلقات من المستفيدين تتوالد منها حلقات، استوطنت الريف أكثر من أهله ذات انفسهم، وحرمتهم كل ما منحهم القانون اياه.. ويبدأ فسادهم من افرانهم وينتهي بمجالسهم!
حين رمت وزارة النفط حمل توزيع المحروقات على لجان محروقات كانت غايتها التنظيم، ولكن هذه اللجان التي توالدت منها لجان أكثر منذ عام 2017، أحرقت قلب المواطن قبل الطبخة، وسببت الكثير من الأخطاء القاتلة.. وأخرجت المازوت المنزلي من المعادلة السهلة، وكتبت معادلة جديدة طرفها الأول قرارات متخبطة مشبوهة.. والطرف الآخر تجار سوق سوداء استباحوا الريف الدمشقي.. وما حوله.