رصد- سيريانديز
بينت عضو مجلس الشعب عن محافظة طرطوس، الدكتورة رانيا حسن، أن ما ورد في البيان الحكومي أهداف ومبادئ عامة و مهام ملقاة على عاتق الحكومة تتنوع بين الإداري والخدمي والسياسي
وقالت حسن في مداخلتها خلال الجلسة الأولى من الدورة الأولى للدور التشريعي الثالث والمخصصة لمناقشة البيان الوزاي : في ختام البيان وضعت الحكومة تسعة برامج تنفيذية ثم أتت السطور الأخيرة لتخبرنا أن كل ذلك سيتم وفق مسارات زمنية وسوف يتم قياس وتقويم الأداء، كما أنه من مقدمة البيان وحتى ختامه عصفت أذهاننا مصطلحات رنانة ( إعادة إنتاج التنمية - إدارة الملف التنموي - سلاسل الإنتاج - ترشيد الاستيراد - احتضان الابداع... الخ ) ولولا أن البيان وارد باللغة العربية لظننت أنه بيان للحكومة السويسرية ..
وتساءلت حسن في المداخلة التي قدمتها تحت قبة المجلس بحضور الحكومة : هل يمكن أساسا" البدء بالبرامج التنفيذية المذكورة أو تحقيق أية عملية إصلاحية أو تنموية سواء أكانت قصيرة الأجل أو طويلة دون وجود ركيزة أساسية تبنى عليها وهنا نقصد قواعد بيانات سليمة (database) ؟!
واعتبرت أن البيان يفتقر لأي إشارة إلى بناء أنظمة تطبيقية تقوم بتوفير البيانات وإلى اكتواريين قادرين على تحليلها وإعطاء مخرجات تبنى عليها البرامج و السياسات ، مشيرة إلى أن الصين استطاعت القضاء على جائحة الفايروس ليس بتطور نظامها الصحي فحسب و إنما بتطور قواعد بياناتها؛ و نحن لم نستطع إلى الآن توزيع أجهزة لبيع الخبز دون إشكاليات لأنه كالعادة لا بيانات يبنى عليها القرار .
وتابعت حسن : أعاد البيان الحكومي تذكيرنا بأن إطلاق الشعارات و رسم ألف رغيف على الورق أمر سهل وذلك دون أن يسد رغيف واحد منها جوعة جائع، كما أن بإمكاننا وضع آلاف الصفحات بما " سيكون وسيعمل به وسوف " دون أن نلحظ خطة تفصيلية واحدة أو خوارزمية إصلاح واضحة اذا نقول لكم: نحن لا يمكننا محاسبتكم على النوايا
لكننا قرأنا المكتوب من عنوانه؛ فلا نية واضحة للقيام بحملة إنقاذ وطني سريعة تليق بالجراح التي نزفت والدموع التي زرفت، وإنما مجرد وعود وجدانية لا تتسم بالواقعية و تشابه بيان الحكومة السابقة والتي سبقتها ؛ مع أنني أتمنى بشدة أن تحقق هذه الحكومة الطامحة 50 % مما جاء في بيانها وسنكون لها من الشاكرين شعبا" و مجلس شعب.
وتحدث الدكتورة حسن عن الإصلاح الضريبي قائلة : الحديث عن الإصلاح الضريبي يجب مكافحة الجهل وتطبيق العدالة الضريبية ومكامن هدر إيراداته بحيث يشعر المواطن أن ما يدفعه من ضريبة يخصص لما يحقق الدفع العام (لا أريد أن أدخل بتفاصيل النظام الضريبي ومساوئه الآن فهذا حديث يطول ، وقبل الحديث عن الإصلاح المالي و المصرفي يجب أن مسك فجوة أمية المعلوماتية وجهل معظم موظفي القطاع العام معلوماتيا".
وقبل الحديث عن ذوي الشهداء و الجرحى وحاجياتهم قوموا أولا" بتسوية أوضاع جرحى و شهداء القوى الرديفة .
مضيفة: قبل كتابة العناوين البراقة عن تطوير الزراعة وكأنها مقتطعة من كتب كليات الزراعة يجب وضع خطة مفصلة للتركيز على المحاصيل الاستراتيجية كالقمح و القطن والزيتون والحمضيات والأعلاف وزراعات الغذاء المحلي حيث أن المسألة الزراعية تحتاج لتكاتف عمل عدد من الوزارات (يجب أن تسمى) وهذا لم يرد في البيان لتحميل هذه المسؤولية الوطنية لفريق عمل وليس لوزارة الزراعة وحدها بل يجب أن تشارك وزارة التجارة الداخلية والاقتصاد ومديرية الجمارك والإدارة المحلية والمالية بفريق عمل واحد للنهوض بالزراعة السورية.
واعتبرت حسن ؛ أن اختراق الخطوط الحمر في حياة المواطن وهي لقمة العيش والتربية والصحة ؛ أمر لا يحتمل التأجيل، نحن من أمددنا أوروبا الشرقية و إيران بالقمح منذ أربعين عام ، واليوم #نؤتمت_الرغيف وكأننا نهشم الثريد أثناء مجاعة قريش، ونحن من كان تعليمنا مجانيا" أصبحت المدرسة و مستلزماتها عبئا"؛ و تحولت مشافينا إلى محطة قبل المشرحة وفي حال نجينا فلا دواء .
وختمت الدكتورة رانيا مداخلتها : ليس المطلوب بيانآ من عشرين صفحة بل المطلوب فتح صفحة جديدة للوطن لا يكون العمل فيها إنشائيا" وخطابيا" بل موثقا" بالخطة والزمن والرقم ، مشيرة أن هناك من يعمل على كسر هالة من هم صمام الأمان في هذا البلد؛ وهناك من يتدخل في تفاصيل حياة البسطاء لتحويلها جحيما" ؛ وهناك وطن ينتظر منكم غسل قيح جراحه و ترميمها ليعود كما كان وطنا" يليق بأبنائه الصابرين ويليقون به.